في الوقت الذي فتحت الهيئة العامة للسياحة والآثار أمام نحو 30 مستثمرًا عالميًا مؤخرًا فرص الاستثمار في 5 مشروعات سياحية في المجيرمة والليث والقنفذة والجزر المحاذية لها، وسط توقعات بأن يتجاوز حجم التأسيس لمشروعات في الليث وحدها نحو 610 ملايين ريال. وأكد عدد كبير من هواة ومحترفي صيد الصقور المهاجرة قبيل أيام من انتهاء موسم صيد هذا العام أن المجيرمة منطقة جذب سياحي لمحبي هذه الهواية قد تتجاوز تجارتها الرائجة الخمسة ملايين ريال في حال الاهتمام بها من قبل المسؤولين. موقع استراتيجي ويرى عدد من الأهالي والسياح أن المجيرمة تعد نموذجًا فريدًا لسياحة الصقور واستثمار الواجهة البحرية لإقامة منتجعات سياحية. فيقول حسن بن زويد الثعلبي: إن القرية التي يقطنها نحو 2000 نسمة تعد من القرى الهادئة التي تنام على ضفاف البحر الأحمر، كما تمتلك مقومات الجذب السياحي، ويجب أن تستثمر من قبل هيئة السياحة بما يعود بالنفع والفائدة على أبنائها. وأشار صالح العلوي (مدير مدرسة) إلى أن القرية تمتلك مساحات شاسعة يجب أن تستثمر في إنشاء الحدائق المطلة على البحر ذي الشاطئ الرملي الساحر، لافتا إلى ضرورة وضع خطة لاستغلال هذه الواجهة البحرية وإنشاء المنتجعات السياحية، خاصة أنها قريبة من جدة ولا تبعد عنها بأكثر من 120 كم جنوبا. وأكد محمد الثعلبي أن القرية تمتاز بالخضرة الرائعة التي تكسوها في موسم الربيع لا سيما إذا هطلت الأمطار الغزيرة وتشتهر بزراعة الحبحب والشمام الموسمي ويعد البطيخ الساحلي العثري الأجود في منطقة مكة. مشروع المجيرمة وكشف محمد العمري المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار في منطقة مكةالمكرمة أن من هذه المشروعات التي ستنفذ خلال الاعوام القريبة بمنطقة مكة ما يقام في مدينة المجيرمة السياحية، ومنها مشروعان في الليث يشمل أحدهما مشروع تطوير الشاطئ على مسافة كيلو مترين، بالإضافة إلى مشروع جزيرة جبل الليث التي تبعد عن المحافظة 28 كيلو مترا داخل البحر ومشروع آخر في القنفذة على مساحة 8 كيلو مترات. وأضاف المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار في منطقة مكةالمكرمة أن مشروع مدينة المجيرمة السياحية (120 كيلو مترا جنوبجدة) يشمل بناء مرافق سكنية وترفيهية وفق أعلى المواصفات من حيث البناء والبنى التحتية والمواصفات البيئية وستحوي منتجعات ذات خمس نجوم، إضافة إلى مرافئ للصيادين ومتحف بحري متخصص وأسواق شعبية وجلسات قديمة على الطراز الحديث. في الوقت الذي توقع فيه مصدر ببلدية الليث تجاوز قيمة مشروعات البنية التحتية لمشروعي الليث والمجيرمة نحو 610 ملايين ريال على أن يتم استكمال باقي الدراسات مع نهاية العام الجاري وطرحها للقطاع الخاص ثم يتم الانتهاء من المشروعات بعد ذلك خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. الصقور والطيور الحرة وطالب أكثر من 200 صقّار بقرية المجيرمة وسواحلها بإنشاء جمعية وطنية تضم هواة ومحبي هذه المهنة التي يخشون من انقراضها في ابتعاد الكثير عنها خاصة مع تنامي الارباح السنوية لها التي فاقت مليون ريال على سواحل المملكة الغربية، لا سيما إذا كانت إمارة المنطقة وهيئة السياحة تعتزمان المضي قدما في الاستثمار في سياحة المجيرمة الساحلية. وقال لافي ذيبان الثعلبي: إن الصيد بالصقور رياضة عريقة تشتهر بها الجزيرة العربية منذ قديم الأزل، ومركز المجيرمة إحدى مناطق المملكة التي تشتهر بوجود الصقور وأجودها، مطالبا الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتطوير هذه المهنة والعمل على رعايتها وتدريب الشباب على الاستفادة منها كأي رياضة وطنية. ورياضة الصقور (القنص) تمتاز بالمشقة والجلد ولا تخلو من المخاطرة إلا أن ممارسي الصيد بالصقور والقناصة يحسون بالمتعة كونهم يمكثون أسابيع وبعضهم أشهرًا، مزودين بمؤن غذائية تكفيهم لمدة طويلة، سعيًا وراء الصقور في أماكنها المختلفة وتحتاج إلى كثير من الصبر وطول الأناة لممارسة رياضة الصيد بصفة عامة. ويقول أحمد الثعلبي: إن معظم هذه الصقور تأتي في رحلة سنوية من جبال سيبيريا تزور فيها عددًا من دول العالم ومنها تعود راجعة في نفس الاتجاه المعاكس وتعود عن طريق المناطق الجبلية. وقد أكد أن منطقة تسمى “الحماد” هي مكان للمقناص معروف لديهم، مشيرًا إلى أن محبي هذه الرياضة كثيرون ويحتاجون إلى ناد أو مؤسسة ترعاهم وتدعمهم لتطويرها وإدخال المنافسات فيما بين المهتمين بها. البحث عن المتعة ردة الجبيري، أحد هواة الصيد بالصقور، يتحدث عن رحلة البحث عن متعة الصيد فيقول: أضبط عقارب ساعتي على هذا الوقت من الزمن، حيث أحضر إلى هنا للاستمتاع برياضة الصيد التي أهواها، ويتصدر اهتمامي صيد الطيور كالكراوين والقماري. ويقول محمد إبراهيم الفليت: إنه يهوى رياضة القنص ويعشقها ولا تعلو عليها أي رياضة أخرى بالنسبة إليه، وهو ممارس لرياضة صيد الصقور بشكل عام منذ ثلاثين عامًا. وقد تأخذ عملية الصيد فترة طويلة تستمر لاثنتي عشرة ساعة ما لم ينتقل الصقر إلى مكان آخر. ومن الأمور المسلم بها توفر سيارة جيدة، كما يستلزم الحصول على بعض الشراك مثل الهبادة، شبك السمان، شبك الحمام، المناشبية، الشبكة الأرضية، وهناك نوع من الشباك المحظور وهو النقل، وأيضًا الحصول على بعض الحمائم والسمان وأيضا كلب الصيد للأرانب والغزلان في المناطق غير المحمية. مشيرًا إلى أنه يحظر استخدام السلاح بأنواعه لأن القناص يستهوي الصيد بالطيور. ويصف إبراهيم الثعلبي أن منظر الهدد رائع وخلاب وأن مقناص طيور (المثاليث) بجازان يبدأ قبل شهرين من كل من مقناص التوام من كل عام، ويبدأ مقناص الصقور التوام الهجرة الحقيقية في أول أكتوبر من كل عام ويبدأ من (الحنو) شمال ينبع قرابة ثمانين كيلو مترا. وقال: نحن نطالب بإنشاء جمعية حتى لا تنقرض هذه المهنة في ظل ابتعاد الكثير عنها لانشغالهم بأعمال أخرى خاصة أن العديد من الدخيلين على هذه المهنة شوهوها، إضافة إلى أنهم لا يعرفون أنواع الصقور مما يجعلهم يبيعونها بأبخس الأثمان. حماية الطيور وقال سالم بن محمد، وهو أحد سكان المجيرمة، وممارس لهواية الصيد منذ اثنين وثلاثين عاما: إن أكثر تواجد للصقور على مستوى المملكة بساحل المجيرمة ويمتد المقناص على الساحل الغربي من المملكة من أقصى الشمال إلى جازان جنوبًا، ويؤكد أنه سبق أن طرح طائرًا بقيمة أربعمائة ألف ريال. مما يجعل الحاجة ماسة إلى تنظيم يكفل حماية الطيور من الانقراض او استغلالها بشكل سيئ. فيما أوضح منور الثعلبي أن هواية الصيد بالصقور تجد إقبالًا كبيرًا من الشبان لأنها تعلم الصبر. وأن هناك اهتمامًا كبيرًا من قبل الشبان بهواية الصيد بالصقور والدليل على ذلك كثرة الطلب على أدوات الصيد. وأردف: كما أن أنواع الصقور كثيرة، ومن أهمها الشيهان والفرخ النادر وصقر القطامي وصقر القرناس والصقر الذهبي والصقر الأبيض والصقر الأسود.