لن نتمرد على الواقع، ولن نتباكى على ما فات، ولم ولن نعلق خسارتنا على الصافرة، وهذا هو الحال، رغم أن الوجه الغاضب كان سيُصبح مشرقاً لو أننا كسبنا، ولكن قدر الله وما شاء فعل، نعلم أن استعدادنا لم يكن كما ينبغي، وأن ثمة أخطاء فنية في اللقاء من قبل بيسيرو، وأن بعض العناصر خذلتنا في اللقاء النهائي، غير أن (الحراصي) أساء لمنتخبنا بإغداقه غير المبرر في البطاقات الصفراء، والتي تلونت إحداها إلى اللون الآخر، وغطى -ربما- تقصده خلف ابتسامة صفراء (غير مريحة) على الإطلاق، وبالتأكيد كل من نال بطاقة صفراء بات يتهيب الدخول على الكرة، ما أضعف الكثير من المهام، ولن نلوم (الحظ) لأنه وقف إلى جوارنا في ثلاث مرات، واليوم رفعت الأقلام وجفت الصحف، ومن المنطق أن نركن الى ما مر بدراسة وافية، وتحديداً من قبل بيسيرو، عبر ثلاثة مساقات مهمة، يأتي في مقدمتها الاختيار، ثم الطريقة، فالتنفيذ، وكل هذه المساقات تستجلب الرؤى الصحيحة للعمل الناجح.. فقد وجدنا منتخبنا عاجزاً عن صناعة كرة هجومية أمام سيطرة شبه متكاملة على المناطق الأخرى، ولم يكن الهجوم ذا قدرة على الحلول الفردية، وافتقدنا لعامل الخبرة، دون أن نختلف على أن مهند والدوسري وغالب يحتاجون لكثير من (الطبخ) والكثير من لاعبينا ينقصهم قليل من الجرأة ليستتب التكامل، نعم الاقتناع وصل بهيئة المنتخب وهيبته إلى حد درجة الجيد، والتوازن بات موجوداً، ولكن دون قدر كاف، وكلها أمور فنية بحتة، تنطلق أولا من حسن الاختيار، شريطة أن ينطلق بيسيرو صراحة من تحديد الهدف، فإما أن يريد الذهاب إلى الدوحة من أجل الكأس، أو أن يقول أنه يريد صناعة المستقبل، وهو أمر لن نقبله على الإطلاق، وغير ذلك لن يتورع الإعلام بالمطالبة بإقالة بيسيرو، والبحث عن بديل قادر على ترجمة الآمال السعودية إلى واقع ملموس، ومن غير المعقول أن نقرأ تشكيل لكأس آسيا دون أن يشمل كل الأسماء الكبيرة التي بمقدورها التناغم وصناعة الانتصار، فنور وعطيف وكريري والهوساوي والهزازي وياسر والشهيل والاسطا وصفوة لاعبي منتخب خليجي 20 لنقول إننا نراهن على حظوظنا في هذه الكأس، وبغير هذا لا عذر لبيسيرو، فقد تكشفت الأوراق ولا داعي للمرآة إطلاقا.