لا أحد يصدق أن مدينة تمد مدناً كبيرة كمكة وجدة والطائف بالكهرباء تقف عاجزة عن مد تيارها لمساكن مواطنين يقطنون أمام بوابتها ومدخلها الرئيسي ومنذ عشرات السنين، خصوصًا وأنها أنارت القرى من حولها، فيما بقيت تلك الأسر تعيش على أضواء الفوانيس. فزائر مدينة رابغ، وعلى مسافة 1900 متر من مدخلها الشرقي يلحظ مساكن أهل حارة القرصة الذين زارتهم “المدينة” يعيشون في الظلمات، وليس لديهم سوى مولد صغير يجود عليهم حينًا ويعتذر عنهم أحيانًا على حد قولهم. أهل القرية أبدوا استياءهم من حرمانهم من الكهرباء كل هذا الزمن، وطالبوا شركة الكهرباء بجدة ورابغ التعجيل بإيصال التيار لمنازلهم كغيرهم من المواطنين، فيما تقول الكهرباء إنها مازالت تدرس حالتهم. يقول حميدان حامد 55 سنة، متزوج ولديه ولدان: نحن مواطنون سعوديون ولدنا في هذا المكان، ومن قبلنا آباؤنا كانوا مستقرين هنا ولم نكن رحل لا حاضرًا ولا ماضيًا، ولكن شركة الكهرباء وهي التي مدت تيارها إلى قرى حجر ومغينية وغيرها، وهي تبعد 90 كم عنا، لا ندري لماذا تؤخر خدمتنا ونحن نعيش أمام مدخل رابغ، ولا نبعد عن آخر نقطة ينعم أهلها بالكهرباء سوى 1900 متر، فنحن نريد الحياة الكريمة والعيش الرغيد في زمن عم فيه الخير والنماء على هذا البلد وأهله. وأكمل الحديث حسن حامد (46 سنة) بقوله: لا نجد مبررًا وسببًا لتأخير إيصال التيار الكهربائي لنا فنحن لسنا بدوًا رحّلًا بل مستقرين في هذا المكان منذ عصر الاباء والأجداد ولا نبرحه، ولا نبعد عن مدينة رابغ وأضوائها إلا مسافة صغيرة، ولكن الكهرباء تأخرت كثير عنا وأبقتنا في الظلام وأجبرتنا على شراء المولدات التي أخذت منا الكثير ولم تعطنا إلا القليل، فهي ضعيفة التيار متكررة الأعطال ونحن لا نستطيع هجر قريتنا وترك مساكننا والانتقال للعيش في مدينة رابغ لعدم امتلاكنا مساكن أو أراضي بها، ولا نستطيع دفع ثمن شراء الأرض أو إيجار المسكن هناك، ونرجو من المسؤولين بالكهرباء النظر في حال مواطنين يسكنون مشارف رابغ ولا ينعمون بكهربائها. وأكد حسين حامد (38 سنة) أنه لا يوجد معارض لطلبهم الذي تقدموا به، كما تلقوا تأييدًا ودعمًا من المحافظة والبلدية، إلا أن الكهرباء لا زالت تدرس طلبهم رغم أحقيتهم بإيصال التيار منذ 40 عامًا، وطالب حسين بتعبيد الطريق الذي يصل حيهم بمدخل رابغ، حيث لا يتجاوز على حد قوله 2 كم. ومن جانبه أوضح مصدر بالكهرباء أن قرية القرصة معروفة لديهم إلا أنها لا تعد جزءًا من مدينة رابغ بل قرية خارجها، ولها نظامها الخاص عند إيصال التيار. مشيرًا إلى أن أهلها تقدموا بطلبهم ودراسته جارية من أجل عمل اللازم حياله خلال العام المالي الجديد، لافتًا إلى أن قرى رابغ شملتها الكهرباء ماعدا بعض المجمعات الصغيرة التي يجري العمل حاليًا لإيصال التيار إليها.