استثمرت مجموعة من الحجاج الروس تواجدهم في المملكة لأداء فريضة الحج لهذا العام في عرض وبيع بعض المنتجات التي جلبوها معهم، ليس بغرض الربح وإنما للحصول على قوتهم خلال رحلتهم التي تستغرق أشهر للوصول لمكة وسد احتياجاتهم خلال طريق العودة منها محاولين الحصول على الربح القليل لتأمين احتياجاتهم. وينتشر الباعة الروس وحسب جولة ل«المدينة» في أكبر وأضخم سوق شعبي في جدة «حراج الصواريخ» والذي يعتبر من الأسواق التي تجذب الكثير من المتسوقين مواطنين ومقيمين. ويتخذ الحجاج الروس من سياراتهم التي أتوا بها مكانًا للعيش، ومنافذ للبيع، إذ تقسم السيارة المعدة إلى قسمين، أحدها به أسرة للنوم، وآخر لتخزين البضائع، خاصة وأن السواد الأعظم منهم يقصدون الحج بغرض أداء المناسك، والتجارة لاسيما وأن أغلبهم يأتي برًا وتستغرق رحلته عدة أشهر ويقف الروس بسياراتهم في «الصواريخ» التي تشبه إلى حد كبير بصندوق متحرك يحمل مستودعًا للبضائع وغرفة للنوم حيث يقيمون داخل سياراتهم ينامون داخلها، ومعهم أدوات الطبخ بكامل المعدات، حيث يحملون «دافور» صغير ليعدون عليه وجباتهم إذ تعد نساء كبيرات في السن الطعام بينما تتفرغ الشابات إلى مهمة بيع المنتجات بينما يتولى الرجل مهمة القيادة. ملابس ومفروشات وتقف اللغة وأدوات التواصل مع الحجاج الروس حجرة عثرة، إذ أن الكثيرين منهم لا يتحدثون غير لغتهم الأم ، والقلة القليلة منها تحاول عبور هذا الحاجز بنطق بعض الكمات العربية. وحسب ما شاهدته «المدينة» من معروضات فإن الحجاج الروس يشتهرون ببيع سكاكين المطبخ، المفروشات، الملابس اليدوية. ويحاول بعض الحجاج الروس معرفة الأرقام العربية تسهيلًا لعملية البيع عندما يسأل المشتري عن سعر السلعة، وتعتبر لغة الأرقام هي العامل المشترك الذي يحاول من خلالها البائعون التواصل مع المشترين. ويرى بعض المشترون ميزة المعروضات أنها مختلفة، ناهيك عن أن سعرها يعتبر منخفضًا مقارنة بمثيلاتها من الماركات المعروفة. الجدير ذكره أن الرحلة الذهاب والعودة للحجاج الروس بالسيارة، تستغرق قرابة ال3 أشهر حتى يعودوا إلى بلادهم.