ونجح موسم الحج هذا العام نجاحًا يفوق الوصف ولله الحمد والمنة، تضافرت فيه الجهود بين جميع الأجهزة المعنية، نقل مريح، إسكان ميسر، عناية صحية فائقة، إعلام شفاف ونزيه، تعاون على أعلى المستويات بين الجهات الحكومية ومؤسسات الطوافة والوكلاء والأدلاء والزمازمة، أرقام قياسية تحققت في أعداد ضيوف الرحمن فاقت كل الإحصائيات، خدمات جديدة قدمت لأول مرة وبمهنية عالية المستوى مثل استخدام قطار المشاعر لأول مرة هذا العام. شعور بالرضا بين جميع الحجاج صاحبه شعور بالرغبة في المزيد من الإنجاز والإتقان في كل الخدمات المقدمة بين المسؤولين على مختلف مسؤولياتهم ففرحة النجاح والتميز لم تنسنا الرغبة الصادقة والدائمة بالسعي الحثيث لتقديم أفضل الخدمات وأكملها لضيوف الرحمن، وذلك ما يؤكده ويعمل من أجله كل المسؤولين وعلى أعلى المستويات وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء حفظهم الله جميعًا ووفقهم وإخوانهم وأعوانهم وكل المسؤولين لتقديم أرقى مستويات الخدمة للحجاج وبما يليق بهم وبهذه الشعيرة العظيمة وفي أقدس البقاع وأطهرها. إنه سعي دؤوب لا يعرف الكلل والملل بل يبحث عن الخدمة الأميز والأفضل والأحسن والأرقى لتقديمها للحجاج كل عام وكل موسم. أن يبلغ عدد الحجيج بل يتجاوز الثلاثة ملايين حاج يتنقلون ويتحركون على الأقل سبع حركات جماعية رئيسية من مكةالمكرمة إلى منى يوم الثامن يوم التروية ثم من مشعر منى إلى مشعر عرفات صبيحة التاسع من ذي الحجة ثم إلى مشعر مزدلفة مساء ذلك اليوم ثم صباح العاشر من مزدلفة إلى مشعر منى ومنها إلى مكةالمكرمة لطواف الإفاضة والعودة بعدها إلى مشعر منى لقضاء أيام التشريق ثم مغادرة منى لأداء طواف الوداع قبل مغادرة الديار المقدسة، إنها سبعة تنقلات أو تحركات جماعية رئيسية كل منها تنقل ثلاثة ملايين حاج فكأنك نقلت واحدًا وعشرين مليون شخص في خمسة أيام فقط وذلك لعمري لا يوجد في مكان واحد في العالم في تجمع حاشد ندر أن يكون له مثيل. وأعجبني صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة حينما سأله مذيع إحدى القنوات الفضائية بعد هذا الموسم عن الجدوى الاقتصادية من الإنفاق الهائل الذي تنفقه حكومة خادم الحرمين الشريفين على مشروعات الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وكل ما يقدم للحاج فأجاب سموه بذكاء وواقعية (إن جدوى مشروعات الحج لا تقاس بالمعايير الاقتصادية المعتادة فالجدوى فيها هي جدوى الشعور بالرضا لتقديم الخدمة التي تليق بالشرف الذي نالته هذه البلاد وقيادتها وحكومتها الرشيدة ومواطنيها بخدمة الحجيج ضيوف الرحمن ووفده). أدام الله تعالى على هذه البلاد أمنها وأمانها وحفظ عليها عقيدتها وقيادتها ووفقها دومًا لخدمة الإسلام ورعاية مصالح المسلمين والعناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة إنه ولي ذلك والقادر عليه. * رسالة من القلب يهديها كل مواطن سعودي ومواطنة سعودية لملك الإنسانية ملك القلوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يقول فيها: ألمك يؤلمنا يا مليكنا سائلين الله لك الشفاء العاجل والعودة لشعبك الوفي سالمًا غانمًا وعناية المولى ترعاك وتحميك أبا متعب. [email protected]