تشهد شركات ومكاتب تأجير السيارات خلال عطلة عيد الأضحى المبارك ارتفاعًا ملحوظًا في حركة التأجير لاسيما السيارات العائلية، مثل الصالون، الفان، والجيب، والتي تصنّف حسب متعاملين في هذا القطاع بالسيارات فئة الخمسة نجوم. ويحرص العديد من الشباب على تأجير السيارات الفارهة، والموديلات الحديثة، في حين يقبل أصحاب الأسر والعوائل على السيارات الكبيرة الفان والصالون والجيب. وحسب إحصائية غير رسمية وتوقعات رئيس لجنة تأجير السيارات في غرفة جدة سعيد البسامي، وعاملون في القطاع فإنه من المتوقع أن تبلغ إيرادات المكاتب والشركات خلال العطلة التي تمتد إلى 10 أيام في المملكة أكثر من 200 مليون ريال. وسجلت مكاتب تأجير السيارات معدلات تشغيل عالية، بلغت أكثر من 90 بالمائة، وقال عاملون في مكاتب التأجير، إن الطلب يختلف من منطقة إلى أخرى، إذ يرتفع في جدة والدمام، في حين يسجل تراجعًا طفيفًا في الرياض، كما أن نسبة ليست قليلة من السيارات التي يتم تأجيرها يسافر بها المستأجرون إلى البحرين ودبي. * تغيير الروتين أحمد القحطاني شاب في ال25 من عمره يحرص على استئجار سيارة غالية كل عيد، معتبرًا أن الإجازة هي الوقت المناسب للفرح، وتغيير روتين الحياة اليومية على حد قوله. ويدفع أحمد خلال أيام العيد الثلاثة مبلغًا لا يقل عن 3 آلاف ريال من أجل إرضاء رغبته، على الرغم من أن راتبه من الشركة الخاصة التي يعمل فيها لا يتجاوز 6 آلاف ريال. ويشير عبدالله الركف، وهو صاحب محل لتأجير سيارات إلى أن هذه الطريقة في عملية استئجار السيارات تكثر في مناسبات الأعياد وحفلات الزواج، مؤكدًا أنها تزداد كل عام، خاصة إذ كان المستأجر يمتلك سيارة تقل في إمكاناتها عن سيارات أقرانه، لافتًا أن قيمة إيجار السيارة الفارهة تزيد غالبًا عن ألف ريال يوميًّا، وعادة ما يستأجرها الشباب من يوم الوقفة حتى نهاية العيد. * الطلب في جدة والدمام من جهته أوضح مدير التسويق والمبيعات في إحدى شركات تأجير السيارات محمد العيسى ل“المدينة”، أن نسبة الإشغال في تأجير السيارات في العيد تبلغ 90 بالمائة، ويزداد الطلب في جدة والدمام، ويقل نسبيًّا في الرياض، وسجلت الأسعار ارتفاعًا بنسبة 200 بالمائة بالنسبة للسيارات “الجيب”، و“الجمس”، و“الفانات”. وقال العيسى: “إن هناك إقبالاً على السيارات العائلية التي تزيد سعتها على أكثر من 10 ركاب في العيد، خصوصًا لمن يريد الذهاب إلى الحج، ويبلغ إيجار الجمس يوميًّا 600 ريال، ويبلغ سعر إيجار الفانات 1000 ريال يوميًّا. وتوقع العيسى أن تبلغ إيرادات مكاتب التأجير في المملكة خلال أيام العيد العشرة أكثر من 200 مليون ريال، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الشباب يرغب في استئجار سيارات، والسفر برًا إلى البحرين أو دبي، وأكثر السيارات التي يتم استئجارها للسفر خارج المملكة هي الجمس وبي إم دبليو والكابرس. * 30% من المكاتب مخالفة من جهته، قال رئيس لجنة تأجير السيارات في غرفة جدة سعيد البسامي، إن معدل الإشغال في مكاتب تأجير السيارات في أيام العيد تبلغ نسبة 90 بالمائة، ويرغب كثيرون في استئجار السيارات الصغيرة، خصوصًا في مدينة جدة التي تشهد هذه الأيام ازدحامًا شديدًا، وتبلغ نسبة الإقبال على السيارات الصغيرة 80 بالمائة مقارنة بالسيارات الأخرى. وأضاف البسامي، إن 30 بالمائة من مكاتب تأجير السيارات التي يبلغ عددها 600 مكتب غير مصرح لها بالعمل من وزارة النقل، ما يصعب إيجاد إحصاءات دقيقة لعمل هذه المكاتب، خصوصًا في أيام الأعياد، مؤكدًا أن سوق تأجير السيارات في عيد الأضحى يبلغ 100مليون ريال على مستوى جدة، ويبلغ معدل ما تحصده مكاتب تأجير السيارات على مستوى المملكة في أيام العيد 200 مليون ريال. واتفق أحد العاملين في مكاتب التأجير عامر العسيري، مع العيسى والبسامي، وقال إن نسبة الإشغال في مكاتب تأجير السيارات تبلغ 90 بالمائة أيام عيد الأضحى، ويزيد الإقبال على السيارات العائلية، مشيرًا إلى أن أسعار التأجير تبدأ من 70 ريالاً، وتصل إلى 1700 ريال للسيارات ذات الحجم العائلي، وتوجد زيادة في الطلب من المستأجرين على موديلات 2010، وارتفعت نسبة الحجز والتأجير من 65 بالمائة خلال أيام السنة الاعتيادية إلى 95 بالمائة خلال إجازة العيد. وقدر ما سيدفعه مستأجرو السيارات للمكاتب بنحو 200 مليون ريال. يذكر أن عدد السيارات في سوق تأجير السيارات في السعودية يقارب 100 ألف سيارة، تديرها أكثر من 1200 شركة تعمل في هذا المجال، في الوقت الذي يُقدر فيه حجم السوق بأكثر من 2.5 مليار ريال. من جهته، اعتبر الاختصاصي النفسي وليد الزهراني هذا الأمر نوعًا من أنواع «التنفيس» الخاطئ، مشيرًا إلى أن بعض الشبان يعيشون في مجتمع تطغى عليه الماديات كثيرًا، ولا يعيرون اهتمامًا كبيرًا للجوانب الأخرى التي تعنى بتطوير الذات ما ينعكس على سلوكياتهم. وقال الزهراني ل«المدينة»: تصرف الشاب على هذا النحو يعني أنه يريد إبراز نفسه على أنه ذو وجاهة ومقتدر على ركوب هذه السيارة، وإنها ليست حكرًا على التجار والأغنياء، وأن محدودي الدخل يستطيعون اقتناءها، وهذا يعكس عدم الثقة بالنفس. وذكر أن الاختصاصيين النفسيين ينظرون إلى هؤلاء الشباب على أن شخصياتهم تعاني ممّا يسمّى نقص أو فقر الاهتمام، وهو عدم قدرة الشخص على كسب انتباه الناس نتيجة لعوامل تحيط به.