استوقفني مانشت في صحيفة الجمهورية (المصرية) ص8 بتاريخ 3/12/1431ه المتضمن وصول وزير التعليم العالي المصري رئيس البعثة الرسمية للحج لبحث آخر أحوال الحجاج المصريين واستعدادات النفرة لعرفات ومنى، وأن اللواء صالح هاشم رئيس بعثة حج القرعة يؤكد أن الحالة الصحية للحجاج بخير وأن (12) حاجًا يتلقون الغسيل الكلوي بالمستشفيات وأن عشرة من أصحاب الحالات المزمنة يتلقون العلاج بصحبة أطباء البعثة المصرية، كما أكد د. يسري شعبان إعداد الترتيبات والتنسيق مع المستشفيات السعودية لسرعة علاج الحالات ليتسنى لهم أداء مشاعر الحج أو تدبير سيارات إسعاف تصعد بهم إلى عرفات، إلى آخر ما تناوله الخبر. بعدها بدقائق معدودة وقع ناظري على خبر في القناة السعودية الأولى وفيها تغطية لبعض الحجاج اللبنانيين المغادرين مطار رفيق الحريري ولوحظ أكثر من سبعة حجاج من كبار السن وهم على المقاعد المتحركة، في الوقت الذي تفتح هذه البلاد ذراعيها مستقبلة بكل ترحاب حجاج بيت الله الحرام من كل أصقاع المعمورة نتمنى على السلطات السعودية التأكيد على الجهات بعدم تمكين الحجاج الذين يعانون من أمراض مزمنة أو قصور في الكلى أو أية إعاقة جسدية أخرى شفقة على هؤلاء الحجاج أولًا وشفقة على الجهات التي ترعاهم وربما استأثر بعض المرضى بجهود مكثفة كان أولى بها آخرون. والمستغرب أن يسمح لهؤلاء المرضى بمغادرة بلدانهم رغم أن شركات الطيران العالمية تحظر على بعض الحالات المرضية صعود الطائرة!! وهل يمارس بعض الحجاج تزوير بعض التقارير الطبية التي تثبت خلوهم من الأمراض رغم ظهور بعضها للعيان، وإذا كان بعض الحجاج يجهل مفهوم الاستطاعة التي لا تشمل القدرة المالية فحسب بل تشمل الجسمانية والعقلية وغيرها، فلم يحمّلون أنفسهم وغيرم ما لا طاقة لهم به. فإن الواجب على مشايخنا المستنيرين تعميق مفهوم الاستطاعة في الحج فهو لمن استطاع إليه سبيلًا، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها. نأمل أن نعي جميعًا هذا، ولابد من إجراءات صارمة والأمل معقود على لجنة الحج العليا ولجنة الحج المركزية للحد من هذه الظواهر، بما فيها ما لوحظ مؤخرًا من رغبة البعض في دفع تكاليف حج بعض المعاقين لأداء الركن الخامس. أليس من الأنسب مساعدة المعاقين في جوانب الرعاية الأخرى ولاسيما وأن الله أعفاهم من هذه الفريضة. متى نعي ذلك؟! إن هذه البلاد المباركة تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتوفير كل سبل الراحة والتيسير والتفاني في خدمة الحجاج ويعتبرونه وسام شرف على صدورهم يعملون هذا من أجل حجاج بيت الله الحرام. فهل يتفهم الآخرون ذلك ويعملون شيئًا من أجلنا في سبيل حسن الأداء والتنظيم في الحج ورفع الحرج.