وحّد الحج بين قلوب ابناء جنوب وشمال السودان وجمعهم تحت سقف مخيم واحد في (منى) على الرغم من الجدل الدائر حول انفصال الجنوب حالياً. واتفق الجميع على أهمية استمرار الوحدة من اجل المصلحة العليا للوطن داعين الله للقادة السياسيين بالهداية والتوجه بكل قوة نحو خيار الوحدة لا الانفصال الذي تقف وراءه عناصر خفية باتت معروفة للجميع. وعبر عدد من حجاج جنوب السودان عن معارضتهم لاستفتاء انفصال جنوب السودان مؤكدين ل»المدينة» ان العملية السياسية في السودان تمر بمنزلق خطر، متمنين ألا تكون مناسك هذا الحج هي الاخيرة التي ينفصل بعدها السودانيون عن بعضهم البعض. وقال الحاج صابر احمد موسى من ابناء الجنوب ان الحكومة السودانية تنازلت عن أمور كثيرة لصالح الجنوب، الا ان هناك آيادٍ خفية تسعى للنيل من خيرات السودان بدعوى الاستفتاء على الوحدة أو الانفصال. وأشار الحاج صابر ان معظم السودانيين يسعون الى دعم الوحدة الوطنية ، لوجود روابط بين ابناء السودان وتمازج بين اهل الجنوب والشمال ، مؤكدا في الوقت ذاته ان والدته من شمال السودان ووالده من الجنوب وان جميع السودانيين منذ زمن بعيد لايفرقون بين شمالي وجنوبي ، الا ان هناك دخلاء لهم مطامع في خيرات السودان بدأوا في نشر الفتن وبعض العصبيات القبلية بين ابناء الوطن. وأفاد صابر الذي يعتبر عضوا في بعثة قطاع الجنوب لتأدية فريضة الحاج ويبلغ عددها نحو 450 حاجاً ان جميع من ينادي بانفصال جنوب السودان عن شماله بعيد كل البعد عن مصلحة السودان ومفهوم الوحدة الوطنية. وأبان الحاج صابر موسى ان جميع المشاكل والتناحر تحل بالتحاور ، خاصة وان الحكومة السودانية قدمت تنازلات كبيرة للجنوب الا ان البعض مازال يتلقى املاءات خارجية!!. وقال احمد الحاج ان بعض الجنوبيين غيّر نظرته السيئة للإسلام بعد أن رأى بعينه ما يفعله ابناء الشمال لإخوتهم الجنوبيين، متمنيا ان لا يأتي العام المقبل ويرى في الحج قريبه في دولة أخرى تسمى الجنوب او الشمال. من جانبه قال الطيب عثمان الطيب من شمال السودان ان المغرضين وراء التشجيع على الانفصال، مشيرا الى ان عدداً كبيراً من الاخوة في جنوب السودان بدأوا يعرفون معنى الوحدة الوطنية والتنازل عن الوطن مقابل تسهيلات خارجية ، الا انه عوّل كثيرا على بعض الجهات غير الحكومية التي تعمل في جنوب السودان باسم الديموقراطية ، وأكد في هذا الصدد ان هناك فرقا كبيرا بين الديموقراطية المتعارف عليها بمعناها الحقيقي ومعنى الديموقراطية الامريكية التي تسعى الى مصالحها في المنطقة فقط.