تعجُّ رفوفُ مكتباتنا بكتبٍ كثيرة عن علمٍ تطوّر في الغرب، وهو الرفلكسولوجي (Reflexology)، أو ردّ الفعل المنعكس، إذ يُقالُ إنه علاج ناجعٌ لمعظم الأمراض التي تصيب بني البشر، الخطيرة منها كما البسيطة!. في هذا العلم، ما على المريض سوى الضغط أو التدليك بأصابعه على نقاط أو مسارات معينة في كفّيه وقدميه، تمثّل أعضاء جسمه، لتتعافى هذه الأعضاء وتمارس مهامّها التي خلقها بارئها لأجلها على أحسن ما يكون!. وهذا العلم هو من العلوم الجاذبة، للعامّة قبل الخاصّة، وكيف لا؟ وشعاره هو: عالج نفسك بسهولة، بأصابعك أو بأصابع أحبّائك في دقائق معدودات!. وعلى فرضِ فعالية العلاج به، ومن وجهة نظر شخصية، أرى ما يفعله المُمارسون له هو بالضبط ما يفعله المسلم في وضوئه، لكن بإسباغه وإتقانه، وقليلٌ هم المُسبغون والمُتقِنون، فعندما يتوضّأ المسلم، و(يدعَكُ) كفّيه وقدميه، وكأنه يضغط عليهما ويُدلّكهما، بل ويزيد على ذلك بتخليل الماء بين أصابعه بما فيه من ضغط وتدليك، فما الذي يختلف فيه الوضوء عن هذا العلم؟! لا يختلف قيد أنملة، بل يزيد الوضوء عنه بتنشيط الدورة الدموية والنظافة الجسدية والطمأنينة النفسية التي تساهم في علاج المريض بنسبة أكبر وزمن أسرع!. إذن لم التهافت على هذا العلم لدينا؟! يخبرني موظفٌ في مكتبة كُبرى أنّ كتبه عليها إقبالٌ شديد، خصوصاً من السعوديين، فهل هذا دليلٌ على زيادة نسبة المرض بيننا وتعثّر علاجنا في مستشفياتنا؟ أم هو تقليد للغرب؟!. نصيحة: لنوفّر (فلوسنا) فلدينا مثل هذا العلم، بل وأفضل منه، إنه علم (الوضولوجي) الذي يدعونا للتنقيب عن كنوزه، خمس مرات في اليوم والليلة!.