كتبت أكثر من مرة وفي هذه الزاوية بعض الملاحظات حول مسجد قباء بالمدينةالمنورة وكان من أهمها مشكلة عدم كفاية نظام التكييف وسوء توزيعه على المساحة المترامية لهذا المسجد، رغم أعمال التجديد التي تمت مؤخرًا في أنظمة التكييف إلا أنها لا تصمد كثيرًا في مواجهة الازدحام وشدة الحرارة في فصل الصيف، ورغم أنه تم في هذا العام 1431ه تركيب مجموعة من المراوح الجدارية إلا أنها أصبحت عامل إزعاج لمن يصلي تحتها أو أمامها خاصة إن كان آتيًا وهو مبلل الثياب من كثرة العرق فيجد فيها عامل إضرار به بدلًا من أن تكون عامل راحة، وإن كانت بداية الحديث عن مسجد قباء فلأنه يحتل مكانة خاصة بعد الحرمين الشريفين وهو ملاذ أهل المدينةالمنورة لهم في أوقات المواسم وازدحام المسجد النبوي الشريف بالمصلين من خارج البلاد وداخلها، وإلا فإن المساجد الأخرى التي أود الحديث عنها فهي عديدة وحاجتها إلى الصيانة الجيدة والكافية أكثر من ضروري. كنت أعتقد أن المشكلة هذه تعاني منها مساجد المدينةالمنورة وحدها لكنني تأكدت من وجودها في مكةالمكرمةوجدة فقد لاحظت المشكلة نفسها تتكرر في مساجد هاتين المدينتين أيضًا، ولم أكتف بملاحظتي الشخصية حتى لا أكون متجنيًا أو متحاملًا حيث أخبرني أحد أئمة المساجد بمكةالمكرمة عن مشكلة المسجد الذي يصلي فيه مع المؤسسة المتعهدة بالصيانة فحمدت الله على صدق ملاحظتي وأنني غير واهم. كثير من المساجد تشكو من إهمال مؤسسات الصيانة، فعملية النظافة والصيانة متدنية جدًا إن لم تكن معدومة تمامًا، وفي كثير من الأحيان يشكو المصلون من انقطاع الماء عن دورات المياه الذي يؤدي إلى حرمانهم من أداء الصلاة بتلك المساجد، وقد يكون إمام المسجد أو المؤذن لا يملكان من الأمر شيئًا، أو قد لا يريد الاثنان أو أحدهما تحمل المسؤولية فيما يخص هذه المشكلة وبالتالي فإن المصلين يصبحون الضحية، وقد عايشت شخصيًا أكثر من مسجد وكيف تتعامل معه مؤسسة النظافة المسؤولة عنه، بل كيف لا تتمكن مديرية الأوقاف من حل المشكلات وتقف مكتوفة اليدين، فكأني بالمتعهدين أصحاب هذه المؤسسات يعيشون في شرنقة تحميهم من المساءلة والمحاسبة والعقاب..!؟ ومشكلة أخرى تظهر آثارها في الصيف وهي عن التكييف، فكثير من المساجد لا يتوفر فيها مستوى مناسب وجيد من التكييف أو لا يوجد أصلا – رغم قلتها-، أما التي يوجد بها مكيفات فهي على أنواع ودرجات، فالبعض منها وخاصة الحديثة تتوفر فيها مكيفات مركزية مما يجعل المصلين بها يشعرون بالراحة العميقة ويتمكنون من أداء الفرائض بكل راحة ويسر ودون أي إزعاج، أما الكثير من المساجد التي توجد بها مكيفات ( مركزية – أو شباك ) فهي تعاني في أحايين كثيرة من الخراب الدائم أو المتقطع أو عدم كفاية التكييف لقلة عدد الوحدات المركبة، ويزداد الأمر سوءا نتيجة تصرف بعض المصلين عندما يشعر بشدة الحر فيقوم بتوجيه ريش المكيف نحوه شخصيا ناسيا أنه في بيت من بيوت الله وهي مكان عام لا تخصه وحده وليس هو في بيته، رغم أن هذا السلوك وبما يحمله من سوء تصرف يحمل في طياته بالغ الضرر على صحة الفرد نفسه ومن ثم على من حوله! هذه بعض الصور عن معاناة الكثير من المساجد في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوجدة وربما غيرها من المدن وخاصة في فصل الصيف، وقد تكون فروع وزارة الأوقاف على معرفة بهذه المشكلة وقد يكون لهم عذر في التقصير الحاصل، لكنني أردت تذكيرهم لعل الله يوفقهم فيعملون على حل كل مشكلات المساجد بيوت الله وهي أحوج إلى عنايتهم من بيوتهم وأنفسهم جزاهم الله ووفقهم لأداء مسؤولياتهم بما يحبه ويرضاه.