نجحت خطة فرضية تم تطبيقها أمس لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة في إنقاذ أكثر من 250 شخصًا ممن احتجزتهم السيول في المناطق المتضررة، ونقل ما يزيد عن 100 مصاب إلى مناطق الإخلاء الطبي، منهم 50 شخص تم إخلاؤهم باستخدام الطائرات، واستقبال أكثر من 350 متضررًا لمعسكرات الإيواء. وتحسبًا لاحتمال ارتفاع مياه السيول لأكثر من مترين، وتجاوزها للحواجز الخراسانية لجامعة أم القرى، وتضمنت الفرضية أيضًا عددًا من الإجراءات تشمل إخلاء الطلاب والعاملين بالجامعة بأسرع وقت وتحريك الفرق الطبية والإسعافية لنقل المصابين والبدء في عمليات الإنقاذ. وكان مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري، وقائد قوات الدفاع المدني بالحج اللواء سليمان بن عبدالله العمرو وعدد كبير من قيادات قوات الدفاع المدني المشاركة حضروا تنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ بالحج. وشملت الخطة الفرضية كافة أحياء مكةالمكرمة، بالإضافة إلى عدد من المناطق المعرضة لمخاطر السيول المنقولة من مرتفعات الشفا إلى وادي نعمان مثل جامعة أم القرى وقرية الهاوة والحسينية، بهدف رفع درجة الاستعداد والتهيؤ من قبل جميع الجهات المشاركة في تنفيذ خطة مواجهة مخاطر الأمطار والسيول، لتوفير أقصى درجات السلامة وحماية الأرواح في حال سقوط أمطار غزيرة، وتعزيز الإجراءات الوقائية والاحترازية، وسرعة التدخل للقيام بأعمال الإنقاذ والإخلاء والإيواء والإسعاف في المواقع المتضررة، وصولًا إلى مرحلة إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه. وتضمنت الخطة الفرضية والتي شارك فيها عدد كبير من وحدات وفرق الدفاع المدني، على الاستعدادات لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول في مرحلة ما قبل الحدث، والتي تبدأ فور ورود تبنيه لعمليات الدفاع المدني من قبل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن احتمالية هطول أمطار غزيرة على مكةالمكرمة والمشاعر، لتتولى غرفة عمليات الدفاع المدني بدورها تمرير هذه المعلومات إلى قيادة قوات الدفاع المدني بالحج ومدير الدفاع المدني بمكة، وكافة الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ خطة مواجهة الأمطار والسيول، لتقوم كل جهة من هذه الجهات برفع درجة الاستعداد وتهيئة إمكاناتها البشرية والآلية لأداء المهام المنوطة بها. وتواصلت الاستعدادات في مرحلة سقوط الأمطار، بورود تحذير من هيئة الأرصاد يفيد بتزايد احتمالات سقوط أمطار غزيرة حيث يتم تمرير هذا التحذير من عمليات الدفاع المدني إلى قيادة قوات الدفاع المدني بالحج ومديرية الدفاع المدني بمكة، ومدراء مراكز الدفاع المدني والحماية المدنية والسلامة، وكافة الجهات الحكومية، لتبدأ على الفور عملية نشر الفرق والوحدات الميدانية البشرية والآلية في جميع المناطق بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وبدء بث رسائل تحذيرية عبر التليفزيون والإذاعة. أما المرحلة الثانية من خطة مواجهة مخاطر الأمطار والسيول في مكة والمشاعر، فبدأت مع ورود أول بلاغ لعمليات الدفاع المدني عن هطول أمطار غزيرة لتبدأ الفرق الميدانية التابعة للدفاع المدني والجهات الحكومية المعنية في التمركز بالمواقع الأكثر عرضة للمخاطر، وفتح قنوات تصريف المياه وإزالة كافة العوالق بها. ويوجه مدير الدفاع المدني بتشغيل غرفة التنسيق من قبل أقسام الحماية المدنية والإعلان عن بلاغ طبي “باللون الأصفر” وتمرير البلاغ للشؤون الصحية والهلال الأحمر والفرق الطبية والإسعافية، وبدء العمليات الميدانية لإنقاذ العالقين والمحتجزين في مناطق السيول، بينما يوجه مدير شعبة العمليات كافة المراكز التي تمتلك أجهزة قياس الأمطار بأخذ القرارات على مدار الساعة، وتزويد غرفة العمليات بأي قرارات تفيد في التعامل مع الموقف. وفي حال ورود أي بلاغات من مراكز الدفاع المدني بأحياء العاصمة المقدسة عن ارتفاع منسوب المياه فوق (30 ملم) يتم توجيه الفرق الميدانية إلى مواقع الإسناد الآلي والبشري إلى المواقع المتضررة.