دعا الرئيس الامريكي باراك أوباما أمس العالم الاسلامي للعمل مع الولاياتالمتحدة لهزيمة شبكة القاعدة في ختام زيارته لاندونيسيا التي قضى فيها طفولته، وردد أوباما مجددا تصريحات أدلى بها في القاهرة العام الماضي بأن الولاياتالمتحدة لا تخوض حربا مع الاسلام وحث جميع الاطراف على النظر إلى ما وراء «الشك وعدم الثقة». وقال أوباما في جامعة إندونيسيا في جاكرتا «يجب أن يتغلب جميعنا على القاعدة والتابعين لها الذين ليس لديهم أي حق في أن يصبحوا زعماء أي دين - من المؤكد ألا يكون دين عالمي عظيم مثل الاسلام»، وأضاف «هؤلاء الذين يريدون البناء لا يتعين أن يخلوا الأرض للارهابيين الذين يسعون للتدمير. إنها ليست مهمة أمريكا وحدها». وأشاد أوباما بإندونيسيا أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان في العالم بسبب تقدمها في «اقتلاع جذور الارهابيين ومحاربة التطرف العنيف»، وكانت إندونيسيا قد قتلت واعتقلت عشرات من المتشددين الاسلاميين الذين يلقى باللوم عليهم في سلسلة من الهجمات التي وقعت في البلاد في السنوات الاخيرة لاسيما تفجيرات بالي عام 2002 التي قتلت 202 شخص. وأقر أوباما بأنه ما زال يتعين القيام بالمزيد من العمل لمعالجة القضايا التي سببت توترات بين العالم الاسلامي والولاياتالمتحدة من بينها الصراع في الشرق الاوسط والحربان اللتان قادتهما الولاياتالمتحدة في العراق وأفغانستان. وقال الرئيس الأمريكي الذي تخلل خطابه كلمات إندونيسية وسط هتاف من الجمهور إن تباين البلاد يتعين أن يكون مثلا يحتذى به للعالم، وأضاف أوباما الذي عاش في جاكرتا عندما كان صبيا من عام 1967 حتى عام 1971 بعد أن تزوجت والدته من إندونيسي «بينما تغير البلد الذي قضيت فيه شبابي في الكثير جدا من النواحي فإن تلك الأشياء التي تعلمت أن أحبها بشأن إندونيسيا - ذلك الروح من التسامح المكتوب في دستوركم الذي يرمز إليه في مساجدكم وكنائسكم ومعابدكم ومجسدا في شعبكم - مازالت موجودة». وكان الرئيس الأمريكي قد زار أمس أكبر مسجد في إندونيسيا في بادرة حسن نية تجاه المسلمين، وفي مسجد «الاستقلال» ذي البناء الرحب والأبيض اللون الذي يعلوه قبة كبيرة ارتدى أوباما وزوجته ميشيل زيا إندونيسيا وغطت ميشيل رأسها بغطاء رأس به نقوش ذهبية وحواف سوداء وكان معهما الإمام حاجي مصطفى علي يعقوب وقال الرئيس الأمريكي إن الإمام أشار إلى أن المسجد وهو الأكبر في جنوب شرق آسيا من حيث السعة شيد بجوار كاتدرائية.