(يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) .. صدق الله العظيم ببالغ الأسى والحزن.. أنعي مع زملائي منسوبي جامعة الملك عبدالعزيز معالي وزير الإعلام السابق وعضو هيئة التدريس بجامعة المؤسس د. محمد بن عبده يماني والذي قضى في خدمة مليكه ووطنه وأمته ردحًا من الزمان ترك أثرًا في إثراء المعرفة الإنسانية بكافة فروعها.. أصَّل العطاء والإنجاز المتوج بجهد وحقق تفاعلات شتى في كفايات شخصيته العلمية والمهنية والقيادية معززًا مواقع عمله في شتى مجالات المعرفة بعد أن أفصحت شخصيته عن الرغبة الجامحة والنظرة البصائرية في الالتزام بالمنهج الإسلامي والإسهام في تطوير مجتمعه والانفتاح به على كل المواثيق العلمية والفكرية والثقافية والإعلامية والأكاديمية.. ونحن إذ نودعه الوداع الأخير.. لنسأل الله أن يرحمه ويوسّع مدخله وينزل على قبره الضياء والنور والفسحة والسرور وأن يغفر له مغفرة جامعة تمحو سالف أوزاره وأن يجعله من الوجوه الضاحكة المستبشرة بلقائه.. وأن يجعل بيمينه الكتاب.. والسندس الأخضر لباسه.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. وإنا إلى ربنا لمنقلبون.. أصبر لكل مصيبة وتجلد وأعلم بأن الأمر غير مخلد وإذا ذكرت مصيبة تُشجى لها فاذكر مصابك بالنبي محمد فجعت البلاد برحيل عالم من علمائها، وابن بار من ابنائها الأوفياء الانقياء، رحل إلى رحمة الله تعالى معالي الدكتور محمد عبده يماني، إثر علة لم تمهله طويلاً، وبرحيله فقدت البلاد علمًا شامخًا من أعلامها، ومنبرًا داويًا بالحق والفضيلة والإنسانية، ومنارة شامخة بالعلم والإيمان، وقلبًا ينبض بمحبة الوطن والخير والناس أجمعين، والراحل العزيز عرفته منابر العلم ودورها معلّمًا ومربيًا لأجيال نهلت من علمه وأدبه وتفانيه في حب هذا الوطن، وتقلد الفقيد في دور العلم العديد من المناصب منذ أن بدأ معيدًا ومحاضرًا بعدد من الجامعات السعودية ثم وكيلا لجامعة الملك عبدالعزيز ثم مديرًا للجامعة خلال الفترة من 1393 - 1395ه تاركًا بصماته الواضحة في رقيها وازدهارها، ثم عرفته منابر الإعلام وزيرًا مستنيرًا صادحًا باسم المملكة في كل المحافل، جاهدًا ومجتهدًا لترقية هذا المرفق الهام الذي شهد في عهده توسعًا وتطورًا ملحوظًا في وسائل الإعلام المختلفة بالمملكة، ثم انصرف بعد ذلك -عليه رحمة الله- للعمل في قطاع المجتمع الواسع مؤسّسًا للعديد من الشركات والمصارف، موزعًا عطائه الثري ومحبته لأعمال الخير في منفعة المجتمع والوطن والمسلمين قاطبة. إن الفقيد بمآثره الطيبة وذكراه العطرة وعطاؤه الجم يجسّد النموذج الأمثل لأبناء هذا الوطن الأوفياء، وسيبقى ما قدمه للناس من علم ومعرفة وخيرة يجرى على ألسنتهم وتحفظه قلوبهم بالود والمحبة لهذا الرمز الوطني الخالد.. رحم الله فقيدنا العزيز معالي الدكتور محمد عبده يماني وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا، ولا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون. (*) وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للشؤون التعليمية