تشكو العديد من الأمهات أن قنوات الأطفال التي بدأت في الانتشار مؤخرا شغلت أطفالهن عن الدراسة والمذاكرة، حيث يظل الكثير منهم أمام شاشات التلفاز لساعات طويلة مما يؤثر على سير دراستهم وتنظيم حياتهم. وخشيت بعض الأمهات من أن يكون انتشار تلك القنوات وكثرتها على حساب مستقبل الأبناء. فيما ينبه الأخصائيون على ضرورة انتباه الأهل لأبنائهم، وعدم تركهم يتبعون هواهم، لأن الطفل بطبيعة الحال من الصعب تكليفه بالالتزام دون توجيه ورقابة. “المدينة” ناقشت الموضوع مع عدد من المتخصصات والأمهات اللاتي بدأن بالشكوى من تلك القنوات 10 ساعات . تقول منى الغالبي «ربة بيت»: إن ابنتها الطالبة بالصف الثالث الابتدائي تظل وبعد عودتها من المدرسة أمام شاشات التلفاز لأكثر من عشر ساعات متواصلة وأنها ترفض حتى مجرد الاطلاع على دروسها وحينما أقوم بإغلاق التلفاز تحتج وتبكي بشدة. وأضافت بأنها قد لاحظت أن مستوى ابنتها قد تدنى بشكل واضح بعد أن كان ترتيبها في العام الماضي العاشر على المدرسة أصبحت اليوم في المرتبة الثامنة عشر، وقد باءت محاولاتي ووالدها بالفشل لإثنائها عن المرابطة أمام شاشة التلفاز لكن دون جدوي. وتساءلت عن الأسلوب الذي تتبعه حتى تعيد طفلتها إلى الإستذكار مرة أخرى. عزوف عن المذاكرة أما أم رهف فتعاني من نفس المشكلة مع بناتها الأربع، فتقول: لي أربع بنات جميعهن في المرحلة الابتدائية ولكني لاحظت عزوفهن عن المذاكرة والاستذكار والانشغال طوال اليوم إثر عودتهن من المدرسة بمشاهدة برامج التلفاز وقنوات الكرتون وسواها، وهذه المشكلة ليست معاناتنا نحن فقط بل تعاني منها الكثير من الأسر، فماذا ترانا نفعل؟ وتضيف مريم عطالله «ربة بيت» وأم لأبناء وبنات: لا يقتصر الأمر على الأطفال فقط الذين يدرسون بمراحل أولية بل يشمل حتى من يدرسون في المراحل المتوسطة، وهذه معاناة الجميع دون استثناء، فحين يحضر أبنائي وبناتي من المدرسة يرابطون أمام شاشة التلفزيون لساعات طويلة ويأتي ذلك على حساب المذاكرة، وقد لاحظت تدهور مستواهم التعليمي نتيجة ذلك. فهل هناك حلول للحد من المشكلة؟ مسؤولية الأسرة وعن هذه القضية تقول منى عبداللطيف الأخصائية الاجتماعية بجامعة الملك عبدالعزيز: أن هذا الأمر يعد قضية مهمة وشائكة تعاني منها كثير من الأسر وهي انصراف أبنائهم عن المذاكرة والتحصيل بمتابعة برامج القنوات الفضائية، وهذه القضية لا حل لها سوي في إطار الأسرة وخاصة الأبوين فهما المسؤولان عن ذلك، فإذا لم يجد الطفل التشجيع أو التجاهل من قبل الأبوين والأسرة لما فعل ذلك. وأضافت أنه ينبغي على الأسرة التنبه لهذا الخطر الداهم وتشجيع الأطفال على المذاكرة حتى ولو وصلت الأمور إلى إغلاق التلفاز وحجبه عن الطفل. مراقبة وتشجيع وتقول التربوية في وزارة التربية والتعليم سهى الحربي:” بأن هذا الأمر يعد مقلق بالنسبة للأسرة بل وتعاني منه الكثير من الأمهات وأن عليها تصحيح هذا المسار بمراقبة الطفل وتشجيعه على الاستذكار وتشجيعه على التحصيل العلمي ولا أعني بذلك منع الطفل عن مشاهدة التلفاز بل ألا يكون ذلك على حساب تحصيله العلمي ومذاكرته لدروسه، وطالبت بضرورة التنبه لمثل هذا الأمر قبل أن يترسخ في ذهن الطفل ويصبح عادة مألوفة لديه يصعب إجتثاثها منه ونبهت إلى خطورة هذا المسلك على الطفل والأسرة معاً في المستقبل إذا لم يتم تدارك هذا الأمر بفعالية منذ وقت مبكر، وقالت إنه يمكن تعويد الطفل على أمور جيدة منذ الصغر مثل تعويده على المذاكرة وتشجيعه عليها وعدم الخلط بين المذاكرة ومشاهدة التلفاز.