الدكتور زيد الفضيل: بالقدر الذي يُصاب فيه المرء بالكمد والحزن.. بالغُصة والشجى.. بالألم والحسرة لرحيل علم من أعلام وطننا الغالي وهو معالي الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله.. ذلك الرجل الذي نذر نفسه لخدمة ربه ودينه ونبيه ووطنه الذي ارتضى فكان خير مسؤول وأفضل سائل، بالقدر الذي تستريح فيه النفس وتشعر بالاطمئنان لمن كان في مثل علو نفسه وصفاء سريرتها وصدق محبته لله ولرسوله، فرحمة الله تغشاه وهو الذي وسّد فراشه بالكثير من الأعمال الصالحات، والأقوال الطيبات، والسلوك القويم، متمثلاً في كل حركاته وسكناته سيرة خير الخلق وأزكاهم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حيث لم يغب عن مرامي نظره لحظة واحدة، ولم ينقطع لسانه أو يجف قلمه بالكتابة فيه، ولم يمل عن تذكير الأمة بخير مدن الأرض وأفضلها، حيث مكة الحاضنة لبيت الله، وحيث طيبة الطيبة الساكن فيها حبيب الله.