اشتكت أكثر من “500” طالبة ممن التحقن للدراسة بمراكز محو الأمية هذا العام بإدارة تعليم المدينةالمنورة “بنات” من الطريقة “التعسفية” على حد قولهن بشأن قرار فصلهن من مراكز محو الأمية وعدم تمكينهن من الدراسة ومحو أميتهن إثر ورود تعميم داخلي من إدارة التربية والتعليم بالمنطقة يفيد بعدم قبول أي دارسة غير عربية أو تسجيل أي طالبة حتى يتم تزويدهن بضوابط ومحددات القبول والتسجيل، وأشرن إلى أنهن بدأن في الدراسة إضافة إلى إجادتهن للغة العربية في نفس الوقت، الذي تؤكد فيه إدارة تعليم الكبار أن محو الأمية حق مكتسب للجميع دون تفريق. تقول الدارسة فاطمة سيد (باكستانية): ولدت في المملكة وتحديدًا المدينةالمنورة وبسبب ظروف العائلة لم أتمكن من الالتحاق بالدراسة حتى تجاوزت السن القانونية لدخول المدرسة، وعندما تزوجت شعرت بأهمية التعليم ومحو الأمية لكي أتمكن من متابعة أبنائي، ولكن فوجئت بعد بدء الدراسة بأسبوع بإفادة مديرة المدرسة بوصول تعميم داخلي يمنع تمكيننا من الدراسة حتى إشعار آخر، علمًا بأنني أتحدث اللغة العربية بطلاقة. * ضياع أما الدارسة سميرة أحمد فتقول: قبل أربع سنوات التحقت ثلاث من أخواتي في مراكز محو الأمية بالمدينة تعلمن القراءة والكتابة وأصبح وضعهن الاجتماعي أفضل، حيث بدأن يثقفن أنفسهن من خلال قراءة بعض الكتب الدينية ويتعرفن على الأحكام الشرعية، بل أصبحن يتعاملن مع التقنية بشكل جيد من خلال شبكة الإنترنت وقراءة بعض الموضوعات الاجتماعية الهادفة. وأردفت: هذا ما شجعني على أن ألتحق بمراكز محو الأمية، لكن الصدمة كانت أكبر من كل شيء عندما علمت بعدم تمكيننا من الدراسة وأشعر بالضياع بعد هذا التعميم. * لا للتمييز من ناحيتها رفضت الدارسة فاطمة عثمان “29” سنة التمييز بين جنسية وأخرى بالنسبة للتعليم ومحو الأمية وقالت: أنا أتحدث العربية بشكل جيد، لكنني أجد نفسي اليوم ممنوعة من محو أميتي هنا في طيبة الطيبة، وكل ذنبي أنني من جنسية غير عربية. وأنا متأكدة من أن الدين الإسلامي دين الحق والعلم ولا يفرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى وأخبار الصحابة والسلف كثيرة في ذلك؛ فها هو الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضى الله عنه والإمام البخاري والإمام مسلم صاحبا أشهر كتب الحديث وتجاوزت كتبهما الآفاق، وأصبح يشار إليها بالبنان، وتشاركها الرأي الدارسة خديجة قاسم “35” عامًا، وتقول: أنا من مواليد المدينة، ووالدي قدم إلى المدينة قبل “50عامًا” لطلب الجوار والعيش في هذه البقعة الطاهرة جوار المسجد النبوي على ساكنه أفضل الصلاة والسلام، مشيرةً إلى أنها تتقن اللغة العربية وتحفظ أجزاء من القران الكريم. *شكوى للإمارة فيما تساءلت كل من الدارسات سمية أحمد وسعاد أكبر وفاتن قدير عن وضعهن ومتى ستصل ضوابط ومحددات قبولهن وأبدين تخوفهن من عدم تمكينهن من الدراسة وتأخر تلك الضوابط، مشيرات إلى أنهن سيتقدمن بشكوى إلى الإمارة لإيجاد حلول مناسبة لهن، خصوصًا أن محو الأمية بتعليم البنين لا يتقيد بهذا الشرط، وأجمعن على أنهن مستعدات لشروط قبول تحدث اللغة العربية من قبل إدارة المدرسة، مذكرات بالقاعدة القائلة “الأصل في الشيء بقاؤه على ما كان عليه” إلى أن يصل ما يرد من مستجدات من الوزارة، والأصل هو أن القبول في مراكز محو الأمية متاح للجميع منذ سنوات. من جهته أوضح مدير إدارة تعليم الكبار بإدارة التعليم بمنطقة المدينةالمنورة “بنين” عبدالعزيز الطباخ أن التعليم ومحو الأمية حق مكتسب للجميع، وخصوصًا في ظل هذه الدولة بقيادة حكومتنا الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي يشير في كل محفل إلى أهمية التعليم وضرورته. إضافة إلى احتفاء المملكة باليوم العالمي لمحو الأمية إضافة إلى أن المملكة عضو أساسي وفاعل في منظمة اليونسكو. وأضاف أن المدينةالمنورة لها وضعها الخاص أيضًا، حيث هاجر الكثير من المسلمين إليها عربًا وعجمًا، مشيرًا إلى أن وزارة التربية تمثل المملكة في جميع المحافل الدولية الخاصة بمحو الأمية بل إنها تؤكد أن محو الأمية ضرورة ملحة وحق مكتسب للجميع. مشيرًا إلى أن نسبة غير السعوديين في مراكز محو الأمية تجاوزت ال “80%” دون التفريق بين عربي أو غيره شريطة أن تنطبق عليهم شروط القبول الرسمية والثبوتية للدارس. الجدير بالذكر أن مؤتمر داكار المنعقد في أبريل 2000م كان أقر استراتيجية دولية حول (التعليم للجميع) ووضعها موضع التنفيذ. وشدد على توصية بمحو الأمية والتعليم الابتدائي من “6” نقاط مفادها أن الدولة مسؤولة عن تدريس ومحو أمية غير المواطنين، الذين يقيمون على أرضها.