ذكر الكاتب محمد الشريف في منبر قرّاء المدينة العدد 17352 أن الشركة الوطنية للمياه نجحت خلال ثلاثة أشهر في القضاء على بحيرة الصرف بجدة ووصفه بالإنجاز غير المسبوق الذي يحسب لصالح الشركة الوطنية للمياه في حين أن أمانة مدينة جدة فشلت في القضاء على البحيرة خلال العشرين سنة الماضية رغم تعاقب عدة أمناء عليها وحول هذه القضية أقول أنه من الاستحالة تجفيف البحيرة في تلك المدة الوجيزة فهي لن تتعرض للجفاف حتى لو منع الصب فيها وتركت لعام كامل لأسباب أولها أن البحيرة تحتضنها الجبال مما يمنع سرعة تشرب التربة للمياه خاصة أن قاع البحيرة مع تقادم الزمن كوَّن طبقة من الترسبات المزمنة شكّلت عازلا أغلق مسام التربة ثاني الأسباب احتواء البحيرة على عشرات ملايين الأمتار المكعبة من المياه ولا أعتقد أن هذا الكم الهائل من المياه سيتبخر في غضون ثلاثة أشهر فلو كان الأمر كذلك لما تمَّ تعميم فكرة إنشاء السدود في المملكة لكونها ستتبخر في ثلاثة أشهر وإن كان هناك من يقول أن البحيرة تمَّ تسريب مياهها إلى عشرات الأحواض الصغيرة ليسهل تجفيفها وهذا أمر بالغ الصعوبة لكون التضاريس الجبلية المحيطة بالبحيرة لا تسمح بوجود هذا العدد الوافر من أحواض التجفيف السبب الثالث أن مناخ جدة رطب لا يسمح بالتبخر السريع لتشبعه ببخار الماء كما أن سطح البحيرة تعلوه طبقات الطحالب التي تحول دون تبخر الماء وفي الوقت ذاته هي وكدرة الماء تمنعان تغلغل ضوء الشمس وحرارتها للداخل ورفع درجة حرارة الماء استعدادًا لتبخيره لذلك أنا أميل للرأي القائل أن البحيرة تمَّ تصريفها للبحر لكونه رأيا أقرب للعقلانية، ولكن هل تمَّت معالجة مياه البحيرة معالجة ثلاثية قبل تصريفها للبحر أنا أستبعد ذلك لكون تلك المعالجة ستستغرق وقتًا أطول بكثير من الثلاثة أشهر وتحتاج لتكاليف باهظة ربما تعتقد الشركة الوطنية للمياه أنها بتصريفها البحيرة للبحر عملت بأخف الضررين ولكنها تعلم جيدا أن أخف الضررين عرض شواطئ جدة لأكبر كارثة تلوث بيئي أول من سيتأذى به الثروة السمكية التي ستحتفظ في خياشيمها بالعناصر الثقيلة خاصة الزئبق فهي بين أن تنفق أو يتم اصطيادها ويتناولها المستهلك بما فيها كما ستتدمر من هذا التلوث الشعب المرجانية أما مياه البحر فهي ستتلوث لا محالة. رزيق شتيان الحربي - رابغ