اتخذت مجموعة من العمالة الوافده من أرض فضاء مجاورة لحي بريمان الشعبي شرق جدة وكراً لممارسة أعمالها المخالفة المتمثلة في استخراج الرصاص من البطاريات بطريقة عشوائية، دون اكتراث لما تسببه من تلويث للبيئة واحتمالات انتشار الأمراض والأوبئة بين سكان الحي حيث يعاني كثيرون خاصة الأطفال من الربو. أهالي الحي قالوا إنهم تقدموا بعدة شكاوى إلى بلدية بريمان مطالبين بتدخل الجهات المعنية لإنهاء معاناتهم مع الدخان وروائح الحرائق التي لا تغيب عن حيهم ليل نهار، وأشاروا إلى أن هذه العمالة تختفي مع قدوم أي حملة ثم ما تلبث أن تعود إلى ممارسة عملها فور انتهاء الحملة فيما يشبه لعبة «القط والفأر». دخان وروائح كريهة يقول كل من حمدان الحربي وطايل السلمي: نعاني منذ وقت طويل من الدخان المنبعث من عمليات صهر البطاريات لاستخراج الرصاص وهذه الروائح الكريهة التي كثيرا ما نكتشف مصدرها ونقوم بإبلاغ الجهات الرسمية للتدخل ومعالجة الوضع بأسرع وقت ممكن لما يسببه لنا من أمراض مثل الربو الذي يعاني منه أغلب أطفال الحي. لعبة القط والفأر ويضيف سالم السهلي وسعود الحربي: هنالك مجموعة من العمالة المخالفة تتخذ من بطون الأودية والجبال وكراً لها لمزاولة أعمالها المخالفة، ونحن نطالب بسرعة التدخل لإيقافهم، وهناك كثيرون يطلقون سيقانهم للريح ويتسلقون الجبال هاربين أثناء تواجد الجهات الرسمية في الموقع، ثم يعودون إلى مزاولة أعمالهم بمجرد إنصراف ممثلي الجهات المسؤولة فيما يشبه «لعبة القط والفأر» مما يدل على أنهم غير مبالين بما يسببونه من أضرار للسكان. «المدينة» في الموقع «المدينة» قامت يوم أمس بجولة على الموقع ورصدت الوضع المريب بين سفوح الجبال المجاورة لحي بريمان بحضور مجموعة من الأهالي، وبمجرد وصولنا لاذت مجموعة من العاملين بالفرار، إلا أن عدسة «المدينة» كانت أسرع حيث التقطت صوراً لهم أثناء الهروب الجماعي، فيما لم يسعف الوقت أحدهم ليلحق بزملائه لأنه كان مشغولاً باستخراج الرصاص من أحد الأفران. الغريب في الأمر أن جولة «المدينة» أعقبت وقوف بلدية بريمان والأجهزة المعنية على الوضع ليلاً، وهو ما يشير إلى إصرار العمالة على هذه الأعمال غير النظامية كونها تدر عليهم مكاسب كبيرة خاصة في ظل عدم وجود عقوبات صارمة. ورصدت «المدينة» خلال الجولة وجود كميات من القصدير الذي تقوم العمالة بإحراقة إضافة إلى عدد من الأفران المستخدمة في هذه المهمة، وهي موزعة في أماكن متعددة لتقوم كل مجموعة بمزاولة عملها بعيداً عن الأخرى، ولم يغفلوا وضع بوابة في الموقع لتكون بمثابة نقطة فرز لتنبيههم عند قدوم أي خطر يهددهم. --------------------- الأمانة: لجنة ثلاثية وقفت على الموقع وضبطت 6 عمال وأوقفت 25 فرناً مخالفاً أوضح مصدر مسؤول في أمانة جدة ل «المدينة» أنه في يوم الجمعة الماضي الموافق 21 من شهر ذي القعدة 1431ه، تم الوقوف على الشكوى المقدمة من أهالي حي بريمان واتضح لمندوبي الدفاع المدني، بلدية بريمان، والشرطة، وجود مصنع لصهر البطاريات بطريقة عشوائية وغير سليمة، حيث يقوم المسؤولون عن هذا المصنع باستخراج الرصاص من البطاريات. وأشار إلى أنه تم خلال المداهمة إيقاف 25 فرنًا خاصًا بصهر البطاريات، وسحب خمس سيارات، فيما قبضت الشرطة على ستة من العمالة المخالفة بالموقع، واتضح أنه لا يوجد مصدر للحريق غير تلك الأفران، حيث ينبعث منها دخان وغازات سامة تؤثر على صحة السكان، والموقع عبارة عن مصنع في أرض فضاء خارج النطاق العمراني بمساحة تقدر بأربعة كيلومترات، وصاحب الأرض غير معروف والمصنع يعمل بطريقة غير نظامية.