ثقافتي عن سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر التي اكتسبتها من برامج التوعية والتثقيف في الإعلام المقروء والمرئي كانت سببا رئيسيا في إرشادي إلى الخطوة الأولى بعد أن أحسست بورم صغير ووقعت في حيص بيص من أمري ولم أجد لي مخرجا من بين القوسين : القوس الأول : ماهو هذا الورم ؟ القوس الثاني : أين علي أن أذهب لأباشر الكشف؟ فكان للإعلام المرئي والمقروء الدور الأهم بعد إرادة الله عز وجل فاتجهت فورا لعمل أشعة ماموجرام Mammogram و التي أوضحت أني أحتاج لأشعة الموجات الصوتية Ultrasound ومن ثم عرضتها على الطبيب الجراح وهذه الجزئية بالتحديد كثير من النساء لا تعرف إلى من تذهب وتحتار بين تخصصات الأطباء . وفي الحقيقة لم أقم بالكشف المبكر ولكن اكتشفت المرض بمحض الصدفة وفي مراحله الأولى بفضل الله تعالى علما أنه لا يوجد أي تاريخ مرضي في عائلتي بهذا المرض أي أن الإصابة بسرطان الثدي ليس من الضروري أن يكون لها سبب وراثي. فكرت كثيرا لو أنني قمت بعمل الكشف المبكر من المؤكد لاختلفت النتيجة فلو اكتشفته في مرحلة قبل هذه لما اضطررت إلى إجراء عملية لإزالة عدد من الغدد الليمفاوية تحت الإبط المجاور التي وصل لها الورم مع عملية إزالة الورم ولكن الحمد لله أن اكتشافي للمرض في مراحله الأولى وفي سن مبكر جعل للعلاج فعالية أكبر. وبحكم تجربتي التي مررت بها مع سرطان الثدي رسالتي الأولى ل صديقتي حواء لا تخافي من الكشف المبكر ولا تترددي فهو ليس اطمئناناً عليك وإنقاذاً لك فقط وإنما هو أيضا من أجل من يحبونك من حولك. وإن فرضا اكتشفت أنك قد أصبت بالمرض فكلما كان مبكرا كانت فرصة العلاج أيسر وأفضل ومن تجربتي أؤكد لك ذلك. ولكن الحمد لله الأن وبعد مرور سنتين ونصف على إنهائي العلاج أعيش حياة طبيعية وذلك بفضل الله تعالى الذي جعلني اكتشف المرض مبكرا. عزيزتي لا تخافي وأقدمي على الكشف المبكر لسرطان الثدي. أما الرسالة الثانية فهي ل أخي آدم كن محفزا ، مساندا ، متفهما وداعما. هذا ما تحتاجه منك حواء. جيهان جميل عشماوي