ماذا بعد الحسد والعين إلا السحر والجن!! لم يجف حبر مقالتي السابقة عن الحسد والعين حتى نسود الصفحات بمقالة عن السحر والجن!! رغم إيماننا الكامل بوجود الجن، واعتقادنا بأن هناك سحرًا وسحرة، كما جاء في القرآن الكريم: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل علي الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون). كلنا نعلم ونؤمن أن لا السحر ولا الجن يمكن أن تؤذينا إلا بإذن الله، ولا يكون إلا بتقصيرنا في تلاوة الأذكار والأوراد اليومية فهي بإذن الله الحصن الحصين لنا من كل مكروه.. وإن أصابنا شيء من الابتلاء فهو امتحان من الله تعالى لنا.. قصة القاضي مع السحر والجن والرقاة إلى آخر الحكاية كما جاءت في الأخبار والمقالات واللقاءات التي تطالعنا بها الصحف اليومية “مشكورة” دون التريث والتحقق من مدى مصداقية المعلومة كما هي عادة بعض وسائل الاعلام لتحقق السبق الصحافي والاثارة الاعلامية على حساب المصداقية.. فقد جعلت من الحبة قبة -كما يقولون- في هذه القضية، فلم يعلم حقيقة القصة فمرة تأكيد والأخرى نفي وهكذا.. فإن كان هناك جن قد تلبس بالقاضي نسأل الله له العافية ولنا السلامة.. وإن لم يكن فليحاسب المسؤول عن هذه الإثارة المصطنعة التي وجدت في بعض وسائل الاعلام المحبة للإثارة ضالتها المنشودة.. لكن الشيء المؤكد وهو الأهم في كل هذه الزوبعة، هو الظلم وأكل أموال الناس بالباطل، وسلب الحقوق والاعتداء عليها، واستغلال السلطة في تضليل العدالة.. كل هذه الجرائم بحاجة لأن تكتشف ويتم التحقيق فيها، حتى يأخذ المجرم جزاؤه العادل ويعاقب على أفعاله وأن يعود الحق إلى أصحابه.. أم أن وراء هذه الإثارة أهداف أخرى تصب في مصلحة المستفيدين من وجود “الجن” في الموضوع لصرف الانتباه عن القضية الأساسية وهي ضياع الحقوق والتركيز على قضية ثانوية وهي الإصابة بالمس!!