قال الضَمِير المُتَكَلّم: لبلادنا قُدسِيَة احتضان ثراها الطاهر للحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة؛ وبالتالي نالت شَرف استضافة ضيوف الرحمن، وتقديم الخدمات لهم، وفي سبيل ذلك تُبذل الجهود، وتُصرف المليارات سنويًّا، ولكن تهاون بعض الجهات الحكومية في استقبال ورعاية الحجاج والمعتمرين، يُفسد كل ذلك، ويشوّه الصورة!! فما يحدث في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة هذه الأيام هو قسوة وتعامل غير حضاري، وإليكم هذه المشاهد الظاهرة: * الحجاج البسطاء من جنسيات معينة (وهم من كبار السِّن والضعفاء) يظلون لأكثر من أربع ساعات داخل الطائرات بعد هبوطها، ثم ساعات أخرى قد تصل إلى ثلاث ساعات في صالات القدوم، ولا ذنب لهم في ذلك، بل السبب كثرتهم، وتزامن وصول رحلاتهم، وضعف التجهيزات، وقلة الموظفين الذين ينهون إجراءات دخولهم، وربما كَسَل بعضهم! * الطوابير طويلة في صالات القدوم في انتظار المرور على نظام البصمة (وهو جيد، ولكن قلة الأجهزة والأفراد) عَطّل المهمّة، وزاد من تأخير الإجراءات، وفي خِضَم هذه المعاناة تغيب خدمات إدارة المطار عن الحجاج (والتي من أبسطها تقديم الوجبات المجانية)! * لا تنتهي معاناة الحاج الطيّب وانتظاره بالخروج من صالات القدوم، فهناك محطة انتظار أخرى تقبض عليه وتقسو، وذلك داخل (البَاص) الذي يظلّ جاثمًا حتى يستكمل حمولته، ويحين تفويجه إلى السّكَن!! وللمسؤولين في المطار: هل يَحْمِل المطار صفة ولَقَب (دولي) بالكلمات، أم بالإمكانات؟! أجزم أن مطار المدينة بإمكاناتها الحاضرة لا يتصف حتى بالمحلية؛ فضلاً عن الدولية!! وأخيرًا وإكرامًا لضيوف الرحمن من الحجاج، ورحمةً بهم؛ ولكيما ترتسم وتَخْلُد في ذاكرتهم الصورة المثالية عن طيبة الطيبة وأهلها، هذا نداء للأمير الإنسان (عبدالعزيز بن ماجد)، بدراسة الوضْع، وتعديل المسار عاجلاً، بإعادة برمجة وصول الرحلات حتى لا يتكدس الحجاج، ومضاعفة أعداد العاملين في المطار، وتوفير الأجواء المناسبة للضيوف زمن انتظارهم، ويمكن الإفادة من ذلك في تقديم عروض إرشادية وتثقيفية تلفزيونية لهم بلغاتهم. (نحن والحجاج بالانتظار ).. ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. فاكس : 048427595 [email protected]