يقول فرويد إن معيار الصحة النفسية للفرد في المجتمع يشتمل على القدرة على الحب والحياة؛ وكي تقيس الصحة النفسية لدى الشعوب يعني التصرف وفق معايير، وتختلف معايير الصحة النفسية من شعب إلى آخر، ففي دول أوروبا تختلف عن دول العالم الإسلامي؛ ونحن كمسلمين المعيار الذي نقيس فيه صحتنا النفسية مرجعها إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعايير الصحة النفسية الذي وضعه الإسلام ليست معايير وضعية من صنع البشر بل هي من صنع الخالق عز وجل ولكن للأسف عندما تطبق هذه المعايير الربانية تجدنا فشلنا فشلًا ذريعًا، فمن المؤشرات على سلامة الفرد النفسي هو عدم الكذب كما أوصى الدين بذلك ولكن تجد أكثر معاملتنا مبنية على الكذب والخداع والغش وأكل أموال الناس بالباطل، والكبر والغرور والإسراف والتبذير، والكسل والتشاؤم وعدم السيطرة على النفس؛ وفي المقابل عندما تسمع وتشاهد حجم السوس الذي ينخر بعض الدوائر الحكومية تتأكد من انحدار شديد في الصحة النفسية، لمن يمارس السلطة، وسبب ذلك الاعتلال هو عدم مساءلة أو ردع صاحب هذه السلطة لتنقلب وتصبح شهوة عارمة لا تستطيع به العودة إلى طبيعته الفطرية، وصحتها النفسية، ليتحول الإنسان إلى وحش أعمى يعربد ويختلس ويرتشي؛ ومن المؤشرات أيضًا لاعتلال الصحة النفسية لدى الشعوب عدم توفير الاحتياجات الأساسية؛ وعدم القدرة على التعبير والتحدث وإبداء الرأي؛ مما يؤدي إلى اليأس وعدم الثقة في المجتمع والمؤسسات الحكومية؛ وأيضًا من مؤشرات اعتلال الصحة النفسية الفقر الذي يتسبب في عدة ظواهر مثل: البطالة والجريمة، والإدمان والانتحار والاكتئاب؛ إن الاهتمام بالصحة النفسية للشعب هي من الضروريات المهمة لتحفيز قدرة الفرد على عقد علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين، واستمتاعه بالحياة وشعوره بالطمأنينة وراحة البال، وقدرته على إحداث تغييرات إصلاحية بناءة في بيئته وشؤون حياته.