بين المبدع والإبداع علاقة حوار أو علاقة جدلية، وبين الفنان والنص تظل هذه العلاقة الجدلية مستمرة.. وقد يكون هناك ما يجعل الاسم أكثر من الإبداع أو يجعل الإبداع أكثر من الاسم؛ فإذا كان الإبداع أكبر من الاسم وهذا يحصل أحيانًا.. يحتوي المبدع تعتيم وقلة ذكر وخمول في الشهرة، أما إذا كان الاسم أكبر من الإبداع؛ وهو ما يحدث كثيرًا في زماننا.. “التصفيق” يتجه إلى الاسم المجرد، وهذا ما يحدث إما بفعل الإعلام أو بفعل الحمية والتعصب لأيدلوجية معينة واتجاه بعينه كما هو حاصل لاسم الشاعر “الجواهري”، أو الروائي “ارنست همنجواي” الذي أسهم انتماؤه الأيدلوجي وتحزب البعض له في إعطائه أكثر من قيمته الروائية؛ على أن الاسمين السابقين يمكن أن يجمع بينهما - بصورة أوضح - التعصب للانتماء الأيدلوجي.. !! ويظل “الإعلام” من خلال تعصب فئة معينة لشاعر أو ما يسمى “بالترديد” -على سبيل المجاراة - أكبر مؤثر في تلميع الاسم المجرد من الإبداع أو مستوى الإبداع المناسب لهالة التلميع، وبناء على الحقيقة المؤكدة أن: [ما بني على باطل فهو باطل]... فقد يترتب على ذلك أن يصل أولئك إلى مكانات لا يستحقونها، أو ينالوا تقديرات ليست مناسبة لهم أو يحصدوا “جوائز” هم ليسوا أهلاً لها.. !! ويبقى الزمن بعد ذلك.. ويبقى رأيه النقدي الحاسم في هؤلاء ومن لفّ لفّهم حيث يكون تقديره لهم ووزنهم لديه هو المعيار الباقي ونحن نرى أن عظماء الفن وعباقرة الإبداع في كل العصور شهادتهم في فنونهم، وخلودهم هو إبداعهم ولا شيء سواه. أولئك الذين عاشوا في وجدان الزمن وذاكرة الخلود وسيبقون كذلك.. !!