أشارت وكالة رويترز للأنباء إلى أن حوالى نصف الشعب الألماني أبدوا اعتراضهم على ما قاله الرئيس الألماني كريستيان فولف من كلمات جيدة في حق الإسلام وانتشاره في أوساط الشعب الألماني. وقالت الوكالة: أظهر استطلاع للرأي قام به معهد قياسات الرأي “أنفراتست” لحساب القناة الأولى الألمانية (أيه آر دي) أن نحو 47% من الشعب الألماني يرفضون الإشارات الجيدة، التي ذكرها فولف من أن الإسلام أصبح الديانة الثالثة في ألمانيا بعد المسيحية واليهودية، وأنه ينتشر بين الناس وأصبح جزءًا من ألمانيا، داعيًا الشعب الألماني إلى التعايش مع المسلمين. وأبانت الوكالة أن نتائج الاستطلاع توضح بجلاء النزعة اليمينية المعادية للإسلام التي بدأت في الانتشار في مختلف أنحاء أوروبا، وقالت: لم تكن نتائج الاستطلاع مفاجئة للكثيرين، لأنها تؤكد ما ظلت دول أوروبية أخرى تعاني منه من صعود لليمينيين الذين يطالبون باتخاذ إجراءات صارمة تجاه المهاجرين، وبالذات المسلمين تأثرًا بما ظلت تردده بعض وسائل الإعلام من مخططات لأسلمة أوروبا، وقد وصل التطرف في بعض هذه الدعوات إلى حد المطالبة بترحيل المسلمين كما يطالب حزب الحرية الهولندي الذي يتزعمه النائب اليميني المتطرف غيرت فيلدرز الذي يحاكم في الوقت الحالي على خلفية إطلاقه لتصريحات عنصرية ضد الإسلام رأت المحكمة أنها تهدد النسيج الاجتماعي وتدعو للتطرف. وكان الرئيس الألماني قد ألقى خطابًا يوم 8/10 الماضي بمناسبة يوم الوحدة الألمانية احتفالًا بتوحيد ألمانياالغربية والشرقية في دولة موحدة، ودعا فيه إلى الوحدة بين أبناء الشعب الواحد ونبذ الفرقة والشتات، وتطرق للحديث عن المسلمين بصورة إيجابية، مؤكدًا أنهم باتوا يشكلون جزءًا أصيلًا من مكونات الشعب الألماني، لكن قراءة السياسيين والمثقفين ورجال الدين الألمان تفاوتت بشأن مضمون الرسالة التي سعى الرئيس الألماني إلى توجيهها من خلال حديثه عن الإسلام بصورة لم يسبق أن تحدث بها رئيس ألماني، حيث قبل هذه الإشارات كثير من العقلاء ورفضها أو تحفظ عليها بعض اليمينيين. وعلى أثر ذلك قامت القناة الألمانية بتنظيم الاستطلاع الذي شمل 1275 شخصًا ممن يحق لهم التصويت في ألمانيا، وأخذت آراءهم عن طريق الهاتف. على صعيد آخر أثار الزعيم البلجيكي الفلمنكي اليميني المتطرف فيليب دوينتر في بروكسل ضجة جديدة بعد إعرابه عن أسفه من قلة عدد الفلمنك وكثرة عدد المسلمين في حي بمدينة أنفير شمال بلجيكا أطلق عليه اسم “مكة على نهر أسكو” على اسم مكةالمكرمة. ونشر دوينتر نائب حزب “المصلحة الفلمنكية” في البرلمان الفلمنكي المحلي أسماء وعناوين 770 من سكان الحي، قال إنه لا يوجد بينهم سوى 21 اسمًا فلمنكيًا ليس إلا. وكتب دوينتر، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية، على موقعه الإلكتروني: “كل الأسماء الباقية إفريقية أو شمال إفريقية. هذه القائمة المذهلة هي رمز لأسلمة أحياء بكاملها في أنفير وغيره”. وعنّون النائب مقاله “شمال أنفير مكة على أسكو”. وقررت لجنة حماية الحياة الشخصية، وهي هيئة مستقلة، الخميس، رفع شكوى إلى النائب فيليب دوينتر أمام نيابة أنفير، كما أفاد مسؤول في اللجنة أكد أن الشكوى تستند إلى قانون أُقر عام 1992 ويحظر نشر معلومات شخصية تكشف الأصل القومي أو العرقي أو المواقف السياسية والمعتقدات الدينية أو الفلسفية. ويمكن أن تصل عقوبة النائب في حال إدانته إلى غرامة بقيمة 500 ألف يورو. وكان حزب الكتلة الفلمنكية أدين في 2004 بالعنصرية وكراهية الأجانب، وغير اسمه إلى “المصلحة الفلمنكية” مع الاحتفاظ ببرنامجه المعادي للهجرة، الذي يؤيد استقلال بلاد الفلندر عن بلجيكا الفرنسية.