أكد الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة النقيب صالح العليان أن الانبعاثات الصادرة من الحفرة في حي العوالي بمكة كانت بسبب احتراق كيبل كهرباء أرضي. وقال النقيب العليان ل (المدينة): “إنه جرى الوقوف ميدانيًا على الموقع بإشراف العميد جميل أربعين مدير إدارة الدفاع المدني وعدد من الضباط المختصين، وتم حفر جميع الجهات المحيطة بالحفرة وتبين وجود كيبل كهربائي كان السبب المباشر في انبعاث الأدخنة والغازات التي شاهدها بعض سكان الحي، مشيرًا إلى أنه جرى تسليم الموقع رسميًا لشركة الكهرباء لإصلاح الوضع إعادة الأمور على ما كانت عليه. وكانت فرقة من الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة وشركة الكهرباء قد تواجدت مساء أمس لمعاينة الحفرة التي تنبعث منها غازات في حي العوالي بمكة المكرمة، إذ طلب الدفاع المدني من الشركة فصل التيار الكهربائي لكافة المنازل المجاورة للتأكد من حقيقة هذه الغازات والانبعاثات ومعرفة مصدرها الحقيقي، حيث هدأت حدة الانبعاثات بعد فصل التيار، ولكن بعد صلاة المغرب سمعت الفرق خمسة انفجارات متتالية مع ظهور ألوان تشبه إلى حد كبير ألوان النار. من جهته كان الدكتور زهير نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية قد عقد اجتماع مع فريق المساحة الجيولوجية المكون من عدة قطاعات لدراسة هذه الانبعاثات بعد معرفتها عبر وسائل الإعلام، وقال: إن الهيئة تستبعد وبنسبة 99% أن تكون هذه الانبعاثات ناتجة عن براكين لافتًا إلى أن الموقع أرض رسوبية ترابية ليس فيها صخور أو جبال واضحة، مما يستبعد فرضية وجود بركان أو خلافه. وأضاف قائلًا: سوف نطلب من أمانة العاصمة معلومات وبيانات تفصيلية وتاريخها عن هذه المنطقة لوجود احتمالية أن تكون هذه الانبعاثات بسبب وجود نفايات طمرت منذ عشرات السنين مما قد يؤدي إلى تحللها وبالتالي انبعاث غاز الميثال وهذا الغاز معروف عنه أنه يحدث منه انتفاخ وغازات وكرات من اللهب، مشيرًا إلى أنه سيتم استخدام أجهزة قياس غاز الكبريت والميثال. وأبان احتمال أن تكون هذه الغازات ناتجة عن وجود مياه للمجاري تحتوي على مواد كيميائية لو انحبست فسوف ينتج عنها انبعاث. وأوضح الدكتور نواب أن توقيت سماع الأصوات الصادرة من هذه الحفرة بفترة المساء أو ساعات الصباح الأولى يعود إلى قلة الحركة والضوضاء مما يمكن السكان المجاورين من سماع هذا الصوت. مشيرًا إلى أنه ليس هناك خطورة على السكان. ومن جانبه قال الدكتور فهد بن عبدالكريم التركستاني مستشار الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والمستشار الدولي بمنظمة الاسكوا التابعة لهيئة الأممالمتحدة والمحكم البيئي الدولي بدول مجلس التعاون الخليجي: “إن الوضع يتطلب تدخل الجهات المختصة لمعرفة مصدر هذه الانبعاثات”، مشيرًا إلى أن احتمالية وجود كيبل معقولة ولكن الكيبل قد يضرب وينتهي، لافتًا إلى أن السكان يشتكون من هذه الظاهرة منذ بداية شهر رمضان الماضي مما يتطلب تدخل الجهات ذات العلاقة.