بدأت شرطة جدة تحقيقات مكثفة لكشف الغموض الذي يحيط بجثة طفل عمره سبع سنوات عثرت عليها يوم أمس الأربعاء داخل سيارة خاصة كانت تقف بأحد المواقف العامة في حي الشاطئ، حيث باشرت فرق الادلة والطبيب الشرعي والمحققون مهامهم في حينه. تفاصيل هذه القضية الغامضة بدأت بتغيب أحد أطفال دار الحضانة الاجتماعية بجدة (حسام) وعدم عودته إلى الدار بعد انتهاء الدوام المدرسي ليوم أمس الاول، حيث اختفى خلال انصراف الطلاب ليسجل مدير مدرسة المقداد بن عمر الابتدائية في حي الشاطئ التي يدرس بها بلاغا لدى قسم شرطة السلامة التي شرعت على الفور في التعميم عن الطفل، غير أن أحد الاشخاص لاحظ صباح أمس طفلا في سيارة خاصة متوقفة منذ فترة طويلة فأبلغ فرق الدوريات الأمنية التي هرعت إلى الموقع، وهناك تم اكتشاف وفاة الطفل فتم استدعاء الفرق الامنية المختصة بقسم شرطة السلامة. وأفاد الناطق الاعلامي لشرطة جدة العقيد مسفر بن داخل الجعيد أن قسم شرطة السلامة سجل بلاغا باختفاء طفل عمره سبع سنوات بعد خروج الطلاب من المدرسة عقب انتهاء الدوام ليوم أمس الأول الثلاثاء، وأن المعلمين وزملاء الطلاب بحثوا عنه دون ان يجدوا له أثرا. وفي اليوم الثاني أي صباح أمس تلقت غرفة العمليات بلاغا عن وجود طفل داخل سيارة متوقفة في أحد المواقف العامة، فانتقلت فرق الدوريات إلى الموقع وعثرت على الطفل متوفى، فتم على الفور تطويق الموقع وفرض شريط أمني واستدعي المحققون وفرق العمل الامني الميداني من قبل الأدلة الجنائية والطبيب الشرعي، وبمتابعة مباشرة من مدير شرطة جدة اللواء علي بن محمد السعدي الغامدي وإشراف مباشر من مساعده للأمن الجنائي تم التعرف على هوية المتوفى وثبت أنه الطفل المتغيب عن المدرسة الابتدائية التي سبق وان سجل مديرها بلاغا باختفائه، ليتم اتخاذ كافة الإجراءات النظامية. وذكر العقيد الجعيد ان المعلومات الأولية ترجح وفاة الطفل طبيعيا إذ لم تظهر أي علامات اعتداء أو عنف أو خلافه، غير أن التقارير النهائية ستحدد اسباب الوفاة. وتفيد المعلومات أن الطفل حسام - 6 سنوات - والذي يدرس بالصف الأول بقي بعد الدوام المدرسي كعادته مع أربعة من زملائه في نفس الدار بانتظار الحافلة التي تقلهم من والى المدرسة، وعند الساعة الثانية والنصف فوجئ مدير المدرسة باتصال هاتفي من مديرة دار الحضانة الاجتماعية تفيد فيه بعدم عودة الطالب حسام مع زملائه الى الدار، وعلى الفور بدأت عمليات البحث من الجانبين (إدارة الحضانة ومدير المدرسة) والتي كانت في بادئ الامر باتصالات هاتفية مع زملائه، ثم اجتمع اكثر من معلم كثفوا البحث عنه داخل المدرسة وخارجها وفي الشوارع المحيطة، ولكنهم لم يعثروا على أي أثر له، فسارعوا إلى إبلاغ الشرطة التي قامت على الفور باتخاذ اللازم، حيث تم تكثيف البحث حتى عثر على الطالب صباح امس متوفى داخل سيارة متوقفة قريبا من المدرسة. وأكد المتحدث الرسمي بادارة تعليم جدة رجاالله السلمي أن الطالب خرج مع زملائه بعد أن قرع جرس المدرسة ايذانا بالانصراف، وكان المدير وأحد المعلمين متواجدين معهم أثناء ذهابهم (مناوبة)، فيما كان الطالب حسام وأربعة من زملائه في انتظار الحافلة المخصصة لهم من قبل دار الحضانة، وحين حضرت الحافلة ركب الطلاب وانصرفوا، وكان الوضع طبيعيا، الا ان المدير فوجئ بمهاتفة مديرة دار الحضانة له واستفسارها عن الطالب حسام الذي لم يعد مع زملائه، الامر الذي ذهل له مدير المدرسة فبحث وزملاؤه المعلمون عنه في كل مكان، ثم قاموا بابلاغ الشرطة التي قامت بالبحث والتحري حتى تم العثور عليه صباح أمس متوفى في احدى السيارات المغلقة، الامر الذي جعل الكثير من التوقعات تشير الى أن فقدانه للاكسجين كان السبب الرئيسي وراء وفاته. وكانت قد عاشت دار الحضانة الاجتماعية على مدى اليومين الماضيين أوضاعا مأساوية والاما نفسية بالغة حيث بقيت مديرة الدار صامتة طوال اليوم بعد أن علمت بما حدث للطفل وهي في حالة اشبه (بالانهيار)، واتخذت الدار اجراء منع الزيارة لاي شخص داخل الدار. وقال خالد الغامدي مدير العلاقات العامة بالدار انهم لايزالون تحت تأثير الصدمة وانهم الى الان لم يستوعبوا ماحدث بالشكل الكامل خصوصا وان الدار عملت على تزويد كل حافلة بأحد المشرفين على نزول وصعود الطلاب، معبرا عن حزنه الشديد وجميع منسوبي الدار لفقد حسام.