نقل راديو «سوا» الأمريكي عن صحيفة «أخبار الدفاع» الأمريكية الأسبوعية، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتجه الى مضاعفة معدات الطوارئ العسكرية، من الصواريخ والمركبات المصفحة والذخائر الجوية والمدفعية، التي يجري تخزينها في إسرائيل، مع السماح للدولة العبرية باستخدام هذه الأسلحة في حالة وجود طوارئ عسكرية، وأكدت الصحيفة أن اتفاقا تم التوصل اليه بين واشنطن وتل أبيب منذ شهر، سوف يزيد من قيمة المعدات العسكرية الأمريكية المخزنة على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة الى 800 مليون دولار. ونسبت الصحيفة الى مسؤول دفاعي أمريكي قوله: «إن الاتفاق يعكس التزام إدارة أوباما المستمر بأمن إسرائيل، وإدراك أن التغيرات الطارئة على الظروف الاقتصادية في الولاياتالمتحدة، وعوامل التضخم حدت من الأسلحة المتاحة لإسرائيل، وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد بدأت تخزين أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة 100 مليون دولار في اسرائيل عام 1990». * * * لِمَ تتم كل هذه التعبئة العسكرية وتخزين الأسلحة الفتاكة في فلسطينالمحتلة؟! هل هي مؤشرات سلام قادم؟ أم هي طلائع حرب ضروس!؟ يجيب على ذلك تقرير إسرائيلي نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، يكشف النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي، ينشغل هذه الأيام بسيناريوهات حرب مستقبلية على جبهات عديدة وواسعة النطاق، وتشمل تشغيل جسر جوي بشري، وكانت الدولة الصهيونية قد شهدت أكبر جسر جوي في تاريخها، عندما أقدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية على تزويد الجيش الإسرائيلي بالأسلحة والذخائر جواً، في ذروة حربها مع مصر وسوريا عام 1973 لتعويضها عن خسائرها ونفاد مخازنها، وقال التقرير: إن الجيش الإسرائيلي يتعامل حاليا مع سيناريوهات تكرر ليس الجسر الأمريكي فقط، بل أيضا تتصور جسرا جويا آخر في حالة الطوارئ، لإعادة المقاتلين والقادة في القوات الاحتياطية من الخارج، وكذلك جلب متطوعين يهود يريدون مساعدة القوات الصهيونية المحاربة على الجبهات. ونقلت هآرتس عن خبراء عسكريين تفاصيل سيناريوهات الحرب، وما تتضمنه من مهام أساسية، وأولها جسر جوي بشري، وبحسب كبار الضباط في الجيش، فإن رئيس الأركان الإسرائيلي غابي اشنكازي أسس في منتصف التسعينات من القرن الماضي، عندما كان رئيسا لشعبة العمليات في الجيش، مراكز لتجنيد جنود الاحتياط والخدمة النظامية الموجودين في الخارج في زمن الحرب، من أجل إعادتهم بأقصى سرعة الى اسرائيل، للمساعدة في المجهود الحربي إذا بدأت الحرب. * * * مرة أخرى، لماذا يتم كل هذا الاستعداد العسكري الهائل على كل الجبهات؟! ربما لتعليم العرب درساً بدهياً لم يستوعبوه بعد، بأن الضعف والفرقة لا يأتيان أبداً بما نسميه السلام العادل، وإنما يقودان حتماً الى الاستسلام، ولذلك جاء في الأمثال الغربية «تكلم بلطف واحمل عصا غليظة»، وهي نفس العصا التي أشبعتنا قتلاً وقصفاً ودماراً طوال 60 عاماً وحتى اليوم.