* كان الوقت متأخراً بكل المقاييس وبمختلف المعاني والتبريرات عندما حاولت وزارة التربية والتعليم تبرير اعتمادها للمنهج الجديد لمادة الفقه الشرعي عندما أعلن المتحدث الرسمي للوزارة بأن وزارته لا تعنيها الآراء الشخصية للمؤلفين والمراجعين خارج سياق المقررات الرسمية، ولاشك أن الوزارة متيقنة من أن بعضاً من الأسماء التي شاركت في التأليف لها آراء متشددة في كثير من القضايا الدينية ولعل من أبرزها القول بضرورة هدم الحرم المكي ببنائه الذي عُرف منذ أن وضع سيدنا إبراهيم - عليه السلام - قواعده حتى وقتنا الحاضر والسبب هو الخوف من الاختلاط وهي فتوى شاذة أثارت ردود فعل محلية وعربية حتى جاء أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فوضع حداً لتلك الفتاوى التي يغيب عنها الفهم الفقهي السليم لمقاصد الشريعة الإسلامية وأعاد الفتوى - جزاه الله خيراً - إلى الأيدي الأمينة في هيئة كبار العلماء الموقرة. * ليس عندي موقف شخصي من الأسماء التي استقر رأي الوزارة عليها - بعد شد وجذب، وسحب وإعادة- ولكنني أميل إلى الرأي الذي لا يرى إمكانية الفصل بين المؤلف ومُجمل آرائه، وخصوصاً إذا ما كانت تلك الشخصية أو سواها قد تسببت في بلبلة فكرية، وكثير من مشاكلنا مع أبنائنا وفي بيوتنا تعود لتلك الآراء الشخصية المنفلتة من الضوابط، فلقد حدثني أحد الآباء ممن ذهب ابنه ضحية لفتنة جهيمان في أوائل القرن الحالي أن ابنه ترك المنزل قبل مدة طويلة من حدوث الفتنة لأن والده كان مما يبيعه في متجره أوانٍ صغيرة على شكل «نارجيلة»، وأن مشائخه – أي الشاب – نصحوه بترك المنزل الذي لم يعد إليه – أبداً – وقد تناسى هؤلاء الذين يقع صغارنا تحت آثار آرائهم إن كانت داخل المقرر أو خارجه بأن رضاء الوالدين مُقدَّم على ترك المنزل بسبب جنحة. * وسمعت من أحد الآباء وهو يبكي بحرقة بأن ابنه يعامله بغلظة وجفوة شديدتين بسبب ابتلائه بعادة التدخين. * سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر سيدنا أبا بكر الصديق وغيره من الصحابة - رضوان الله عليهم - بمواصلة آبائهم وبرهم وكانوا على الشرك – آنذاك – واستجاب لدعوة عبدالله بن عبدالله بن أبي سلول عندما طلب منه الابن المؤمن أن يستغفر للأب المنافق، وفعل رسول الله ذلك منعاً للفتنة وقال سيدنا وحبيبنا ومعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قولة عظيمة المعاني والدلالة عندما استأذن الابن المؤمن عبدالله بن سلول من سيدنا رسول الله أن يقتل هو بنفسه أباه – وليس أحد سواه - بعد أن تفوه الأب المنافق بمقولة شنيعة في حق المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته، تلك المقولة التي تدل على سماحة الخلق النبوي وترفّعه عن مواطن الفتن.. ألا وهي: «أتريدونا أن يقال أن محمداً رجل يقتل أصحابه».. حاشاك يا سيدي يا رسول الله.