كمسلم سني من دعاة الوحدة والتقريب بين المذاهب ، لم أملك إلا أن أستاء إلى أقصى درجات الاستياء وأنا أستمع إلى شتائم المدعو ياسر الحبيب بحق أمنا عائشة رضي الله عنها . ورغم أن الحبيب هذا ليس مرجعية شيعية معترفا بها ، فإنني دعوت المراجع الشيعية عبر مقال لي ، إلى التبرؤ منه ومما قاله . والمفارقة أن الاستجابة سبقت صدور مقالي نفسه ، فتواترت ردود الأفعال الشيعية التي جرمت الرجل إلى حد وصفه بالعمالة لقوى الاستعمار بعد أيام قليلة من فعلته الشنعاء تلك . العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كان له موقف يستحق الإشادة ، حيث قام بتثمين مواقف العلماء الشيعة من المدعو ياسر الحبيب في رسالة موجهة إلى رجل الدين السعودي الشيعي الشيخ حسن الصفار شكره فيها على موقفه الصارم بحق المدعو ياسر الحبيب . في عددها الصادر بتاريخ 16 / 9 / 2010 أوردت جريدة العرب القطرية ما يلي : (( أكد العلامة الشيخ يوسف القرضاوي على أن التقريب ين المذاهب الإسلامية يحتاج إلى مثل ما قام به الشيخ الصفار ، ويحتاج الأفعال لا الأقوال ، وإلى المواقف الجادة لا إلى المجاملات على حساب الحق ، وأن يقوم عقلاء كل قوم برد سفهائهم إلى جادة الصواب )) . وكلي رجاء أن يقطع تصريح العلامة الدكتور يوسف القرضاوي الوارد ضمن الفقرة السابقة ، الطريق على كل المزايدين من الكتاب الذين وجدوا في فعلة الحبيب ما يعينهم على إشعال نار الفتنة وتأجيجها بين المسلمين . ومن ناحية أخرى فإنني أجد أن الإنصاف يقتضي منا تنبيه علمائنا السنة الأفاضل إلى ضرورة استنكار العديد من الأفعال والأقوال العدائية الموجهة ضد إخوتنا الشيعة ، والتبرؤ منها ومن أصحابها المحرضين على الفتن والساعين لشق صف المسلمين سواءعن طريق التكفير أو التحريض . لقد صدرت العديد من الفتاوى والتصريحات بتكفير الشيعة ، ولقد تخلل ذلك وسبقه وتلاه أعمال إرهابية وحشية استهدفت الشيعة ، كان آخرها ما حدث في باكستان خلال شهر رمضان المبارك في انتهاك إجرامي لقدسية الشهر الفضيل ، وفي تزامن يثير الدهشة مع كارثة الفيضانات التي غمرت خمس البلاد آنذاك . ألا تستحق جريمة انتهاك الأرواح موجة استنكارات وإدانات وتجريم صريحة ؟!