احتفلت المملكة بعيدها الوطني .. وإنها لمناسبة غالية أتقدّم للتهنئة بها لكل من وطني الغالي وشعبه العزيز. وذكرى اليوم الوطني مناسبة مهمّة ينبغي أن تكون فرصة لتجديد مشاعر الحب والولاء وترسيخها تجاه هذا الوطن الغالي، وفرصة لتأصيل الانتماء والمواطنة في أبنائه. كما أن هذه المناسبة فرصة لتتبّع الخطوات الانتقالية التي خطاها الوطن نحو التقدّم واستدعاء تاريخه الحافل وإحياء تراثه وارتباطه بحاضره المشرق؛ وما شهده من تطور في كافة المجالات. فهو فرصة رائعة لتربية الوجدان والوعي تربية وطنية . ليكون الاحتفاء بها رافدًا يسهم في تكوين جيل يُحافظ على المكتسبات الوطنية .. ويعرف قيمة الوطن والانتماء إليه .. ويستشعر نعمة الأمن والأمان التي منّ الله بها عليه وعلى وطنه وأبناء شعبه. فالاحتفاء بالعيد الوطني فرصة ينبغي أن تستثمر لترسيخ القيم التي بني عليها هذا الكيان. وقد أزعجني .. كما أزعج الكثيرين صور احتفاء بعض الشباب بهذه المناسبة .. فلم يقف الحد عند طلاء سياراتهم باللون الأخضر والأبيض تعبيرا عن فرحهم بهذه المناسبة بدون إذن مسبق من الجهات الأمنية التي تتعارض تلك الممارسات مع تعليماتها التي تنص على أن من يرغب تغيير لون سيارته يحتّم ذلك عليه ضرورة تغيير اللون في الحاسب الآلي ليتم تغييره في الاستمارة ومن ثم يغيّر لونها ، لأن عدم الحصول على إذن مسبق يعدّ مخالفة لأنظمة المرور. لكن من أجل الوطن .. أصبح غضّ الطرف عن هذه التعليمات أمرًا مباحًا التهاون فيه. لكن مشاهد (تحزّم) الشباب بعلم الوطن والرقص (بهزّ الوسط) به .. يتنافى مع قدسية شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله التي تتصدر قلب علم بلادنا !! فقد كانت مشاهد تدعو إلى الشعور بالحزن والخزي لا الفرح .. أن نرى علم الوطن يمتهن بهذه الصورة .. وتنال الإهانة معه الشهادة !! كما أن زحمة السير وغلق الطرقات للرقص في قلب الشوارع هزّا وتمايلا أعاق العديد من الناس عن الوصول إلى بيوتهم أو مقاصدهم بسلامة وراحة. والمؤلم أن أحدا لم يستجب لسيارة إسعاف حاولت بشق الأنفس أن تقطع طريقها بين الراقصين باستهتار!! ناهيك عن خدش الحياء العام الذي مارسه بعض الشباب أمام سيارات بعض العائلات !! وتدلّي الشباب من نوافذ السيارات وفتحات أسقفها وهي ممارسات لا تمت للسلامة بأي صلة. ولا تعبّر إلا عن سلوك غير حضاري !!! والدراجات النارية التي تسير على العجلة الخلفية معرّضة من عليها للوقوع .. ولحدوث كوارث تنتهي بدموع ودماء!! أهذا ما يحتاجه الوطن منا؟ أبهذه التصرفات غير الحضارية التي أحالت الشوارع إلى مكبّات للنفايات يكون الاحتفاء بالوطن؟ أعتقد أننا نحتاج إلى توعية بعمْر الوطن .. ليعرف أبناء الوطن ما معنى الاحتفاء بعيد الوطن.