.. وطاردوهم حتى في قبورهم ! لماذا نحن بلا ذاكرة ؟! لماذا كل قضية « رأي عام « تأتي قضية رأي عام أخرى وتحيلها إلى الأرشيف ؟! أكره عبارة « عفا الله عمّا سلف « عندما ترتبط بالحق العام للناس والوطن . (1) بالأمس قرأت عن تلك المواطنة التي تنتظر تعيينها منذ عشرين عاما ً .. وإنها رفعت قضية على وزارة التربية والتعليم !.. ما الذي سيحدث لها في أحسن الأحوال ؟.. هل سيقومون بتوظيفها بعد أن دخلت العقد الخامس من عمرها ؟.. هل سيتم إرضاؤها بتعويض مالي ؟.. وماذا عن هذا « المسؤول الفاسد « الذي سرق وظيفتها وأحلامها وشبابها ومنحها لامرأة أخرى ؟! .. هل فكرنا بمحاكمته ؟ (2) عندما ننظر إلى أداء خطوطنا الجوية، وحال مطاراتنا على الأرض .. هل سنكتفي بالصراخ على الإدارة الحالية ؟ .. هل ننسى أن هذه الأوضاع هي تراكم أخطاء إدارات سابقة أيضا ً ؟ متى تكون لدينا ثقافة محاسبة الماضي .. ورجال الماضي ؟ متى نعرف أن الحقوق لا تسقط بالتقادم ومضي الوقت ؟! (3) تعالوا لنأخذ مثالا ً ثالثا ً : طريق الشمال – رفحاء – حفر الباطن : منذ أن وعيت على هذه الدنيا وأنا أعبر هذا الطريق، ومنذ أن وعيت على هذه الدنيا وهذا الطريق لا يخلو من المطبات والحفر والتحويلات و « اللفات « القاتلة ! ( أعلم أن لهذا الطريق الكثير من الأشباه في كافة الجهات.. وأنها أكلت الكثير من الأحباب) طوال العشرين سنة الماضية – وقبلها أيضا ً – مرّ على هذا الطريق الكثير من المقاولين الذين حصدوا الملايين .. وأنا – وأنت – نعرف أن المشاريع على الورق تقول: إن المشروع الفلاني سيعيش – ويخدم – لعشرات السنوات.. فلماذا نرى كل سنة « ترميم « لهذا الطريق ؟.. هل سبق لك أن سمعت بمحاكمة « مقاول سابق « له ؟ برقبة من آلاف الضحايا والقتلى الذين ذهبوا عبر هذا الطريق ؟! كيف نرى المشروع ( أي مشروع ) بعد سنوات قليلة من تنفيذه يفضح نفسه بنفسه، ولا نرى « محاكمة « علانية لمن أرساه، واستلمه، ونفذه بهذا الشكل ؟ (4) المواطِنة التي سُلبت حقوقها، والخطوط ذات الأداء السيئ، والطريق الذي يسرق أرواح العابرين: هذه ليست سوى « أمثلة « لمشهد كبير . هي « الأمثلة « التي من السهل إيرادها في صحيفة محلية ! انظروا حولكم .. ستجدون الكثير من « الأمثلة « وستعرفون أن المشهد ليس ناصع البياض (5) انظر حولك لكل شيء فيه خلل .. واعلم أن الخلل لم يأتِ بيوم وليلة . هناك سنوات من الأخطاء .. والفساد .. والسرقة . وهناك قائمة طويلة من الأسماء . (6) عدم محاكمة اللص القديم .. ستجعل اللص الجديد يشعر بالأمان . عدم متابعة الفاسد السابق .. ستخلق الكثير من الفاسدين في المستقبل . أيها الناس : لا تنسوا أسماء ووجوه الذين أخطأوا بحقكم .. وطاردوهم حتى في قبورهم ! [email protected]