أكد الأستاذ وليد المرشد “المستشار في تقنيات العلاج بخط الزمن والتنويم الإيحائي والبرمجة اللغوية العصبية” أن الغرور والكبر مرض نفسي، وأضاف: “فهو تعويض لنقص ما عند الشخص فيلجأ الإنسان لسد احتياجاته النفسية بأن يتمسك بسلوك الغرور والتكبر تعويضًا لمشاعر أخرى قد تكون غير واعية في عقله الباطن، ومن علاج هذا السلوك المذموم هو التواضع "فمن تواضع لله رفعه"، فالتواضع يكسب المرء رفعة وسموًا: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”، فإن الكبر صفة من صفات المولى سبحانه وتعالى، فمن نازعه عليها ألقاه الله جل في علاه في النار، وكما ورد في الحديث القدسي فالمولى تعالى يقول: “الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما ألقيته في النار”. وأضاف المرشد فقال: “إن التاريخ يحدثنا عن أصحاب النفوس المريضة ممن ركبهم الغرور والكبر فعاثوا في الأرض فسادًا وهنا القرآن الكريم يقص علينا في مواضع كثيرة مصير الأقوام السالفة إنها كانت تمتلك كل وسائل القوة لكنها أبيدت بوسائل بسيطة بالريح وبالصاعقة وبالزلزال وبالسيل بسبب التكبر والغرور، كما قال تعالى: “ولا تمشي في الأرض مرحًا” سورة الإسراء، ولماذا قال تعالى “إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولًا” سورة الإسراء، إذن فما هذا الكبر والغرور الموجود عندك أيها الإنسان وقد يكون من أسباب التكبر والغرور (المال والثروة أو الجاه والمقام أو العلم والمعرفة)، الآن لنبدأ بمراجعة ومحاسبة أنفسنا ووضع كل أعمالنا في ميزان، فاليوم نحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبنا الله تعالى. الآن لا تصر على أنكار ذاتك، ولا تصر على إنكار الطبيعة الجميلة التي فطرك الله سبحانه وتعالى عليها، إنها البساطة، نعم إنها البساطة، أو ليس من الأحرى بك أيها الإنسان أن تتواضع لله وتشكره بدلًا من القنوط واليأس والتيه في دنيا الكبرياء الساحق، كيف بك أيها الإنسان أن تضع نفسك في مقارنة خطيرة مع الله الذي خلقك وصورك وجبلك قبلًا على الخير، إنها فطرة الاسلام والخير والحب فتركك تاليًا مع نفسك لتختار الطريق التي رسمها الدين لك دون ضياع أو حياد أو تطرف، فالخالق لم يتركك هكذا لتسير وحدك دون مرشد أو نبراس يدلك ويهديك للخير، فأنت مخير لا مسير، فاختر طريق العدل والحق والتواضع، نعم التواضع للخالق وليس للمخلوق”.