الإسلام هو دين الجمال والكمال، جاء يعزز في الأفراد والشعوب ما يسمو بهم من الأخلاق ويرتقي بهم من الآداب، ومن هذه الأخلاق التي حث عليها ووجه لها إدخال السرور على الآخرين، فالإسلام دين البشاشة والفرح (تبسمك في وجه أخيك صدقة) وقال عليه الصلاة والسلام كما في حديث ابن عباس: (أحب الأعمال إلى الله بعد الفرائض إدخال السرور على المسلمين) وفي فضل إدخال السرور على الآخرين أحاديث كثيرة لا يتسع المقال لذكرها، ومما سمعت للدكتور العريفي -حفظه الله- أنه ذكر أن رجلًا يقول: كنت أذهب إلى المسجد، فأمر بعامل يكنس، وكان معي عطور شرقية طيبة، فقلت: تعال يا فلان ما اسمك؟ وعرفت من اسمه أنه غير مسلم، فطيبته ومضيت، واستمر الحال على هذا ثلاثة أو أربعة أيام أسلم عليه وأطيبه، وكان هذا العمل سببًا في دخوله الإسلام! وهناك طرق عملية لإدخال السرور على الآخرين منها: الهدية وليس شرطًا أن تكون ذات مبلغ مالي كبير، والابتسامة في وجوه الناس، قال أحد الحكماء: السحر الحلال تبسمك في وجوه الرجال، أيضًا الكلمة الطيبة مع الناس لها مفعول السحر ولا يدرك هذا الشيء إلا من جربه وقد قيل: “الرفق يخرج الحية من جحرها” فما بالك بالإنسان؟! وكذلك السؤال الدائم عن أخبارهم وأخبار أقاربهم ومشاركتهم أفراحهم ومناسباتهم السعيدة، ولعل منها الزواجات التي تكثر في هذه الأيام، وغير هذا أمور عديدة لا تخفى على من أراد أن يكتسب هذا الفن الجميل فن إدخال السرور على الآخرين في زمن طغت فيه المادية على حياة الكثير من الأفراد. علي محمد الشهري - بارق