أحد طلابنا المبتعثين من الجامعة عاد من الولاياتالمتحدة على متن إحدى خطوط الطيران الكبرى من نيويورك إلى جدة، ورصد مجموعة من الملاحظات، وطلب مني نشرها عبر هذه الزاوية، ومع قناعتي بأهمية ما ورد من ملاحظات يستفيد منها (الناقل) شركة الطيران لتحسين خدماتها إلاّ أني لا أحبذ التطرق في زاويتي هذه لما ورد لإيماني بأن هناك من هو أفضل مني في تناول القضايا المماثلة، ونزولاً عند رغبة هذا المبتعث (المتميّز دراسيًّا) أشير هنا باختصار إلى بعض ملاحظاته أو مشاهداته على هذه الرحلة وهي: 1- بعد ان تأخر اقلاع الطائرة (58) دقيقة انتابت المخاوف أعدادًا كبيرة من الركاب الراغبين في مواصلة رحلتهم إلى أماكن أخرى، فكثرت الأسئلة عن موعد الوصول، وعن إمكانية الحجز على رحلات أخرى للوصول للمحطة النهائية، وعن ما يمكن عمله من تسهيلات في المطار للحصول على بطاقة صعود الطائرة على وجه السرعة، ونقل الأمتعة المصاحبة، ولكن لا شيء من هذا الترتيب قد تم؛ ممّا وضع المسافرين في حرج بعد وصولهم، ومعاناة كبيرة وهو جانب يستحق أن يفرد له مقال خاص. 2- مسافر كان يشكو من آلام حادة، وإعياء من السفر ناجم عن كثرة تنقلاته.. طلب المساعدة لكنه لم يجد استجابة عاجلة لانهماك المضيفات بخدمة الركاب الآخرين، لكن الراكب اضطر للتقيؤ، فآذى نفسه ومَن حوله، وهذا مشهد آخر مليء بآلام تستحق الكلام. 3- ثلاثة من الشباب المسافرين على نفس الرحلة قدموا احتجاجهم للمضيفة لعدم تمكنهم من تناول الوجبة لأن الخدمة قدمت أثناء نومهم، اتبعها ألفاظ نابية من أحدهم ولكن تدخلات من بعض ركاب المقاعد المجاورة خففت من حدة الموقف. 4- بعض الآباء والأمهات لا يراقبون أطفالهم الذين يترددون باستمرار على الحمام في الخلف؛ ممّا يضاعف وقت الانتظار على الركاب. 5- مجموعة من المسافرين أظهروا استياءهم لعدم توفر الماء البارد على الطائرة (الماء الصحي متوفر، ولكنه غير مبرد). 6- مسافر آخر يفتح كل مستودعات تخزين الأمتعة (الفوقية)، بحثًا عن مخدات النوم، فينزعج الآخرون بتصرفاته. 7- هناك مسافر ظل يلح على المضيف بضرورة الحصول على مجموعة من الصحف اليومية، والتي نفدت منذ بدء التوزيع على الصفوف الأمامية. 8- بعد أن قام المسافر المسن بتنبيه المضيفة عدة مرات عن ضرورة إزاحة طبق الطعام من أمامه؛ ليتمكن من الذهاب لدورة المياه، قام الرجل برمي الطبق في الممر؛ ممّا أعاق الحركة وصرف اهتمام الآخرين لسلوكه، ترى ما هو الدافع، العلاج، إمكانية تدارك حالات مماثلة مستقبلاً؟ 9- رجل ملتحٍ طويل القامة، يفتح نوافذ الضوء في خفية عن المضيفات، معلنًا استياءه من الفيلم المعروض على الطائرة ومحتوياته. 10- مضيف يبدي إعجابه بسيدة حسنة المظهر ومعها طفلها، ظل يتردد على مقعدها، ويكرر مروره بجوارها ليتوقف «أي خدمة»، «ان شاء الله مبسوطين»، «اعطني العربة احفظها لدي»، ثم يقف من بعد يتهامس مع زميله، ولمحات الإعجاب بادية على محيّاهما، بينما زميله يشير إلى سيدة أخرى في مقعد آخر. هذه الملاحظات مهداة إلى مَن يهمه أمر خدمات الركاب على الطائرة، والمسؤولين عن تدريب مقدمي الخدمة، ويبقى السؤال قائمًَا، ومَن يدرب المسافرين على الانضباط والسلوك السوي؟!