وصف وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون المدرسية تجمعات بعض خريجي كليات اللغة العربية أمام مبنى الوزارة للمطالبة بتعيينهم أسوة بغيرهم من التخصصات الأخرى، أو زيادة عدد الوظائف المخصصة لهم، والتي لا تتجاوز سنويًّا 600 وظيفة فقط، رغم أن أعداد خريجي هذا التخصص من الجامعيين تجاوز 12 ألف خريج، وصفها بأنها ليست الطريقة المثلى لطلب الوظيفة. ولست في مجال مناقشة ظاهرة التجمّعات من قِبل بعض طلاب الوظيفة التي تكرر حدوثها هنا وهناك، ولا عن «الطريقة المثلى» لطلب الوظيفة، ولكنني أسأل: لماذا تُصرُّ الجامعات على الاحتفاظ بتخصصات وأقسام ليس لخريجيها مجال في سوق العمل؟ وإضافة مزيدٍ من الخريجين الذين لا يساهمون إلاّ في زيادة معاناة وزارة العمل في إيجاد وظائف لهم، وزيادة نسبة البطالة في البلاد! وأنا لا ألوم هنا خريجي كليات ومعاهد اللغة العربية، ولكن وزارة التعليم العالي والجامعات التي لا تُعيد النظر في مناهجها، وتخصصاتها العلمية كي تتواكب مع النهضة التنموية التي تعيشها البلاد، فتقذف كل عام بآلاف العاطلين ذوي التخصصات النظرية، الذين لا يحتاجهم سوق العمل، وتُجبِر الشركات والمؤسسات الخاصة، بل وحتّى القطاعات الحكومية، على الاستعانة بغير السعوديين الذين يحتاجهم سوق العمل. وأخيرًا.. لسنا في حاجة إلى مزيد من خريجي كليات اللغة العربية والشرعية قدر احتياجنا إلى أصحاب التخصصات العلمية والمهنية، فنحن أكثر حاجة إلى العمال، والمهنيين منّا إلى المشايخ، وعلماء اللغة، والفلاسفة! [email protected]