كثيرٌ من قضايا المرأة اليوم باتت محل جدل و نقاش لعل آخرها قضية النقاب فهناك من يرى أنها عادة وهناك من يرى أنها عبادة . "المدينة" ناقشت قضية النقاب مع المختصين لتضع النقاط على الحروف وهل النقاب عادة أم عبادة ؟ وما أسباب تذرع البعض بأنها عادة، وغيرها من المحاور في ثنايا هذا الموضوع: وجوب النقاب شدّد د. محمد النجيمي " رئيس الدراسات الاسلامية بكلية الملك فهد الأمنية" بأن النقاب عبادة ويجب على المرأة تغطية وجهها وهذا ما يُرجحه . و أضاف:"المرأة تغطي وجهها عبادة لله سبحانه وتعالى وقد تغطي وجهها بدون نقاب وقد تغطيه بطريقة النقاب فهذا النقاب هو عبادة وقد يكون عادة عند بعض القبائل لكنها عادة مستمدة من الاسلام فبالتالي يجب على المرأة تغطية وجهها وهذا قول الحنابلة واهل الحديث يؤيدون ذلك بأنه يجب على المرأة أن تُغطي وجهها سواء بالنقاب أو بالغطاء الكامل وبالتالي فإن من قال: إن النقاب مجرد عادة نقول بأن النقاب له اساس شرعي فقال صلى الله عليه وسلم " لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين " أي في الحج فمعنى هذا أنها تنتقب وتلبس القفازين في غير الحج، كما أن عائشة رضي الله عنها بينت ذلك بقولها:" كنا نكشف وجوهنا في الحج فإذا مرّ علينا الرجال الأجانب أسدلنا الجلباب " وكان الجلباب على رأسها فتسدله على وجهها فإن النقاب له أصل في الشريعة الإسلامية وهو واجب عند الحنابلة وكثير من الفقهاء والمحدثين وهو القول الذي نرجحه، أما الممارسات الخاطئة في النقاب عند بعض النساء في التوسع في النقاب وتتخذه وسيلة للتجمل فهذا لا يجوز،لكن المرأة التي تنتقب نقابا شرعيا صحيحا ولا يميل للفتنة فهذا النقاب مشروع، أما من تنتقب وتتوسع فيه ويكشف النقاب أكثر الأجزاء من خدها فهذه مخالفات شرعية لا تجوز. وأضاف النجيمي:" والنقاب يكون حسب عقيدة المرأة نفسها فبعض النساء اتخذن النقاب كنوع من العادة الاجتماعية ويجب أن يُوعى هؤلاء النساء بأهمية تغطية الوجه إما بالنقاب أو التغطية الكاملة بإسدال الخمار على الوجه وبالتالي كون بعض النساء قد اتخذن النقاب عادة هذا لا ينفي انه عبادة وأنه مأمور به عند عدد من العلماء" قضية ذات أهمية ومن جهة أخرى يؤكد د. إبراهيم بو بشيت " الداعية الإسلامي " أن قضية النقاب قضية ذات أهمية وبدأت تموج البحر حتى ولجها من ليس أهلا لها وأضاف:" لذلك النبي عليه الصلاة والسلام عندما قال:" تركت فيكم شيئين ما إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي " فمن يقرأ كتاب الله يجد خطاب القرآن الواضح فقال تعالى:" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى أن يعرفن فلا يؤذين " فلو كان الأمر مختصرا بنساء النبي لكن لازما علينا التأسي لكن جاء الأمر بالمشاركة ونساء المؤمنين حتى لا يؤذين، فالنقاب في حقيقته عبادة لله جل وعلا تتعبد المرأة بها ربها سبحانه وتعالى، وان كان في الحقيقة هناك من تراه عادة ورثتها كابرا عن كابر كحال المرأة في الجاهلية لكن اليوم قد يبدو نصف أو كل الوجه والدليل قوله تعالى:" ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى " فينبغي أن ندرك الآن أن المرأة تستشعر ان القضية قضية عبادة لله عز وجل لذلك قال الله تعالى:"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ " قوله تعالى:"يا بني آدم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا " فإذا كان الأمر بستر البدن فإن ما يظهر منه من زينة أو منظر او غير ذلك والمرأة حجابها ستر لها من الفتنة، لكن السؤال ما الذي يجعل هؤلاء يطرحون أن النقاب مجرد عادة فهل يظن الظّان بعد قوله تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم» فقد كمل هذا الدين حتى أن البعض يتجرأ على هذه المسألة ! فلا والله " وأضاف بو بشيت:" فلما وصفت عائشة – رضي الله عنها – نساء الأنصار .. بماذا وصفتهن؟ قالت كأنهن الغربان ، بل والأمر في المحرِمة بأنها لا تنتقب ولا تلبس القفازين فهذا دلالة على مفهوم المخالفة أن على المحرِمة أن لا تنتقب لكن في غير الاحرام لابد من النقاب وهذا يُبين الاهتمام بأداء العبادة من حيث اللبس والشكل والطريقة، لكن في حياتها المطلقة لابد أن تهتم بهذا الجانب عادة يجب حظرها وقد أثيرت قضية النقاب من خلال زيارة شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي لأحد المعاهد الأزهرية، حينما طلب من تلميذة منقبة في الصف الإعدادي أن تنزع النقاب، واصفاً إياه بأنه " عادة لا علاقة له بالإسلام" ومن ثمّ اعلن حظره في المعاهد التابعة للأزهر وبالتالي حظرت الجامعات المصرية النقاب وفرضت منعه أثناء الامتحانات متذرعة بأن النقاب يمنع التثبت من هوية الطالبة قبل دخول قاعة الامتحانات النقاب ثوب شهرة ولم يتفرد طنطاوي بهذا القول بل أيده مفتي مصر الشيخ علي جمعة حينما شن هجومًا حادًا على النقاب، مؤكدا أنه عادة وليست عبادة، لافتًا إلى أنه "أصبح الآن ثوب شهرة، والمعروف أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ارتداء ثوب الشهرة، كما أنه ليس واجباً عند جمهور الفقهاء ومكروه عند الإمام مالك" مؤكدا أن حرية النقاب تنتهي عند شرط العمل،فيجوز للمستشفى أن يمنع النقاب لأمر منهي عنه مهنيا، كذلك الحال في بقية المؤسسات" هذا كلام مضحك كما أن شيخ الأزهر د. احمد الطيب يؤيد رأي طنطاوي وجمعة وقد قال في حديث تلفزيوني بأن النقاب عادة وليست عبادة واضاف:" هذا ما تعلمناه في فقه المذاهب الأربعة إلا رأيا في مذهب الحنابلة، وفجأة في لحظة واحدة وكأن بناتنا وامهاتنا وزوجاتنا كنّ كافرات وصحونّ وعلمنّ أنه لابد أن يلبسن النقاب! حتى يكنّ مسلمات هذا كلام مضحك" وأضاف في حديثه التلفزيوني مطالبا أن يكون الأزهر هو المرجعية الدينية للمسلمين فقال:" ومن هنا تبدو ضرورة أن يكون الأزهر هو المرجعية العلمية للمسلمين، لأن الأزهر مرّ عليه أكثر من ألف عام وخمسين سنة وهو حفيظ على وسطية الإسلام ووسطية الأمة الإسلامية ".