متعب الرويلي والحدود الشمالية قضيت هذا العام جزءًا من إجازة الصيف متجولًا في المناطق الشمالية من المملكة العربية السعودية، وأثناء زيارتي للنادي الأدبي في منطقة الحدود الشمالية أهداني رئيس النادي الأستاذ ماجد المطلق مشكورًا نسخة من كتاب تعريفي بالمنطقة، وهو “منطقة الحدود الشمالية (عرعر، طريف، رفحاء): ماضيها وحاضرها” من تأليف الدكتور متعب بن مزعل الرويلي، والكتاب مطبوع على نفقة المؤلف عام 1428ه/2007م. وقد شدّني الكتاب بمعلوماته المبسطة والموثقة، وفي المقدمة قصة نشأة هذه المنطقة بمدنها الثلاث الرئيسة في المدة من 13661369ه (19471950م) أثناء مد أنابيب النفط (التابلاين)، وارتباط نهضتها الحضارية الكبرى بسمو أمير المنطقة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد الذي قضى في خدمتها أكثر من نصف قرن متواصلة حين عيّن أميرًا لها في عام 1376ه. والحق أن الحديث عن سموه في الكتاب جعلني شديد الإعجاب بهذه الشخصية المهمة التي أبانت السيرة الذاتية لها عن حكمة وبعد نظر وإخلاص وتفانٍ مطلق لخدمة المنطقة. وهذا الكتاب جدير بإعادة طباعته عن طريق نادي الحدود الشمالية الأدبي بعد إضافة فصل كامل مصوّر عن زيارة خادم الحرمين الشريفين للمنطقة عام 1428ه؛ بوصفها كانت منعطفًا مهمًا وأثمرت عن مشروعات ومنجزات كبيرة، في مقدمتها الإعلان عن قيام جامعة الحدود الشمالية، وتكليف وزارة الثقافة والإعلام بإنشاء نادٍ أدبي في المنطقة. وعلى هامش الحديث عن هذه الزيارة الملكية المباركة أقترح على المؤلف أن يؤرِّخ لإنشاء الجامعة وللنادي الأدبي؛ ليكون مرجعًا لكل من سيتحدث عن الحركة الثقافية في المنطقة. كما أقترح أن يشير عند الحديث عن المدن والقرى والهجر أن يحدّد المسافات فيقول: تبعد عن العاصمة عرعر كذا...؛ ليكون القارئ من خارج المنطقة على علم بجغرافيتها ومعالمها. وفي سياق الاقتراحات أُوصي بمراجعة الكتاب بدقة وتلافي الأخطاء الطباعية واللغوية التي شوّهت الكتاب وقلّلت من أهميته. وبعد، فالكتاب جدير بالقراءة، وأحيي المؤلف على جهده، وبالذات في تضمين الكتاب لبعض الصور النادرة والوثائق المهمة، وبخاصة الاتفاقية بين حكومة المملكة وشركة خط الأنابيب عام 1366ه/1947م.