أثنيت أكثر من مرة خلال السنوات الماضية على مسلسل «طاش ما طاش» لتعرضه في كثير من حلقاته لكثير من الظواهر السلبية في المجتمع وآخرها مقال نُشر يوم 4 / 07 / 2010م الماضي، أكدت فيه بأن نجاح المسلسل يعود في المقام الأول إلى ما يعكسه من واقعية في معالجة قضايا المجتمع السعودي بإطار كوميدي ساخر، لذا وجد إقبالاً جماهيرياً كبيراً بقدر ما أثار من عداءات من بعض التيارات الدينية المتشددة . وقد تضمنت بعض حلقات المسلسل هذا العام أيضا، وعلى رأسها حلقة يوم الأحد 15/08/2010م ، نفس النهج حين تعرض لأساطين الفساد بحلقة تناولت بالتلميح جهات حكومية معينة، وشركة مقاولات معروفة يتم تعميدها بالمشاريع بشكل مباشر دون مناقصات، وتحصل على المليارات من ميزانية الدولة سنوياً. غير أن «طاش» خرج بعض الشيء أو كله عن النسق المقبول في انتقاد سلبيات المجتمع لينتقل إلى خط شائك بين المقبول والمُحرم في حلقتين من المسلسل الأولى (خالي بطرس)، والثانية (تعدد الأزواج) رأي فيهما كثيرين تسطيحا، وخلطا فكريا، واستهزاء بالعقيدة، وتمجيدا للمسيحية وهو ما أثار جدلا غير محمود حتى بين مؤيدي المسلسل. وإذا كنت قد أكدت في مقال سابق بأن الفن الذي يُسلط الضوء على عيوب المجتمع لا يسئ إلى الوطن، وإنما يكشف، كما يقول الكاتب وحيد عبدالمجيد، «إساءات من أشبعوه ألماً وحزنا ثم استكثروا على بعض المبدعين من أبنائه أن يبدعوا فنا راقيا بمقدار ما هو مؤلم»، فإنني أعود لأؤكد بأن الفن الذي يتجاوز السخرية من الأفراد للسخرية بالدين والشرع يفقد بوصلة التواصل مع الجمهور الذي أحبه. وهو نهج نربأ ب «طاش ما طاش» والقائمين عليه أن يوغلوا فيه. وإذا كانت كلمة يمكن أن تقول لصاحبها دعني، فإن صورة وفيلما ومسلسلا، على غرار تلك الحلقتين اللتين عرضهما «طاش» ما كان يجب أن تظهرا على المشاهد السعودي، وكان يجب أن تقول لأصحاب المسلسل ... (ك فى)!! [email protected]