قالت جريدة الأهرام المصرية، إن الرقابة داخل التلفزيون المصري، قد رفعت شعار «لا للإثارة والتعرّي خلال شهر رمضان الكريم»، وهو الأمر الذي جعل عددًا كبيرًا من المسلسلات تتعرّض لمقص الرقيب، بسبب احتوائها على مشاهد العذرية، وغشاء البكارة، وتأثير الفياجرا، وبدل الرقص العارية. كذلك اعترضت الرقابة على المبالغة في مشاهد التدخين، وتناول المخدرات التي تزدحم بها حلقات المسلسلات، وكذلك مشهد لإحدى الراقصات داخل أحد البارات، وهي مرتدية بدلة رقص مثيرة للغرائز والشهوات، حيث رأت الرقابة عدم ملاءمة عرض مثل هذه المشاهد خلال شهر رمضان، كما قررت حذف ثلاثة مشاهد: الأول يضم بطل المسلسل وهو يتناول فيه الخمور مع إحدى الفنانات، وهما يرتديان ملابسهما الداخلية في منزله الخاص، ويقوم بلف وتدخين السجائر المحشوة بالمخدرات، وكذلك مشهد يقوم فيه تجار المخدرات بالتدخين في غرفة معبأة بالدخان. * * * السؤال الآن هو: هل هذا الهبوط والانحلال الأخلاقي، الذي يصادم الذوق، ويجرح الحياء، حرام في شهر رمضان فقط، أم أنه بهيمية مرفوضة في جميع الأوقات؟! وهل هذا الانحلال والتهتك، الذي تزدحم به معظم وسائل الإعلام المرئي، وإشاعة أسوأ وأحط ما في مجتمع ما من رذائل، هو المفهوم الحقيقي للفن، الذي من المفترض أن يهذب النفوس، ويناقش المشكلات، ويخدم المجتمع. إن من المؤسف حقًّا أن يسود مفهوم الفن الهابط عقول الكثرة ممّن يسمّون بالفنانين، وأن يصبح هذا معاشهم، حتى غدت دخول المغنيات، والراقصات تصل إلى أرقام خيالية، أضعاف أضعاف دخول العلماء والمفكرين. * * * وتأمّل معي في ختام هذه الكلمات، ما نقلته جريدة الأهرام في نفس الموضوع، عن مؤلف أحد المسلسلات التي تعرضت لحذف الكثير من مشاهدها (الساخنة!!) يقول: «إن تلك الاعتراضات لا معنى لها، وغير مبررة، خاصة أن تفاصيل المشهد إذا كان تدخينًا، أو شرب خمور مرتبطة بالشخصية، والكاتب له مطلق الحرية في تصوير ورسم الجو الملائم للشخصية، مضيفًا أن حذف أي مشهد يُعدُّ جريمةً في حق صنّاع العمل، فهذه رقابة عتيقة، ومن العصر الحجري، فإلى متى سنظل ندفن رؤوسنا في الرمال»؟! حقًّا إلى متى؟!