عندما اطلعت على مقال الصديق الكاتب الأستاذ / محسن علي السهيمي في المدينة الثلاثاء الموافق 22/8/1431ه والذي كان بعنوان (صحافتنا .. هل هي مناطقيَّة؟) كنت حينها في الطائف المأنوس مع أسرتي ، فاحتفظت بالصحيفة حتى أعلق على مقاله الرائع ، ولكن المرء في نزهة ومع أسرته قد لا تتاح له فرصة الكتابة والتعليق ، فتأخرت إلى أن جاء مقاله الآخر في الأسبوع التالي (وتأبى “المدينة” إلاّ التميُّز ) الثلاثاء 29/8/1431ه ، فكانت فرصة سانحة أن أعلق على المقالين في وقفات : • أؤيد الصديق السهيمي أن صحافتنا مناطقية عندما قال (علمتْ صحافتنا أم لم تعلم فهي مناطقية) فهذا واقع لا مهرب منه . • وبما أنني قارئ لصحفنا المحلية أستطيع – بفضل الله – تمييز مكان صدور الصحيفة عندما أستمع لأحد الأشخاص يقرأ عناوين الأخبار المحلية والصفحات الاجتماعية ومقالات الكتاب بجواري وأنا مغمض العينين ! لأن نكهة المناطقية تفوح من تلك العناوين والأخبار فيكفي السماع لتحديد مكان صدورها دون الحاجة إلى معرفة اسمها . • بعض الصحف تتحمل الجزء الأكبر من هذه المناطقية ، لأنها تدعم مكاتب المراسلين في المناطق المحيطة بمنطقة صدور الصحيفة ، وتهمل بقية المناطق . فمثلا : محافظة المخواة ليس فيها إلا مراسل واحد فقط مقيم داخل المحافظة لصحيفة محلية واحدة !! فأين بقية المراسلين لصحفنا العزيزة ؟! • بعض صحفنا لا تلقي بالا لمشاكل وقضايا المناطق البعيدة عن أماكن صدورها ، وتهتم كثيرا بمن حولها . • الحل في نظري : أن توسع صحفنا دائرة الاهتمام ليشمل الجهات الأربع من وطننا الحبيب ، عندها سيقتنع القارئ أنه لا مناطقية . • جزيل الشكر لصحيفتنا الغراء (المدينة) على نشر هذا المقال الذي أعتقد أنه لو كان في صحيفة أخرى لأتى عليه مقص الرقيب ، لأنهم لا يريدون أن يثيروا حقيقة ماثلة تحتاج إلى نظر ، والدليل أنني أدعو أي قارئ أن يستعرض صحفنا المحلية وأرشيفها ، هل تطرق أحد الكتاب فيها لمثل هذا الموضوع ؟ ثم الشكر موصول للكاتب العزيز الذي يحن للوحدة والشمول . • أخيرا أضم تهنئتي مع تهنئة الزميل السهيمي لتميز (المدينة) ونيلها شرف الفوز بالتميز في محافظتين تمثلان تميزا خاصا (جائزة من أقدس بقعة وجائزة من منطقة تمثل قمة السياحة عندنا) ففي مكةالمكرمة نالت المدينة جائزة التميز ، وقبلها جائزة الحج ، ثم أخيرا (جائزة المفتاحة لعام 1431ه للتميّز على مستوى الإعلام المقروء). • سأعطي دليلا آخر على شمولية ( المدينة ) وانتشارها وهو : أن المدينة تابعت في وقت سابق يوميا حالة المعلمين المعتصمين أمام وزارة التربية والتعليم لعدة أيام ، حتى أن مراسل (المدينة) الأستاذ / علي بلال تعرض لبعض الإشكالات أثناء التغطية . الشاهد أنني في تلك الفترة لم أشاهد أي خبر عن هذا الموضوع في الصحف التي لا تبعد كثيرا عن مكان الحالة !!! • أما التهنئة الخاصة فأزفها للأستاذ / محسن السهيمي بمناسبة قرب صدور ديوانه الأول - والحمد لله - أن الله أعانك لتقتنع وتقدم إنتاجك في ديوان ، بعدما كنت تمانع وترجو الرسوخ ، على العموم احجز لي نسخة (مجانية) إن شئت ! وإلا سأكون سعيدا لدفع المبلغ لأستمتع بحنين شعرك وآهات كلماتك . فالقارئ يستمتع عندما يرى الشاعر حزينا مدنفا وكأنه يمزق روحه على رؤوس الجبال ، وينثر مشاعره على وجنات الزهور ، ويبيت سهران يرقب حبات الندى عندما يكشف سترها نسيم الصباح ، عندها تجد المتعة في شعره. عبدالرحمن علي حمياني – المخواة