ألغيت الاحتفالات بعيد الاستقلال أمس في باكستان، فيما أعلن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أن 20 مليون باكستاني أضيروا جراء الفيضانات، وأكدت الاممالمتحدة وجود إصابة واحدة على الأقل بالكوليرا في مناطق الفيضانات، بينما حذرت وكالات المساعدة من “موجة وفيات جديدة” بسبب الامراض. وأكد موريسيو جوليانو الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة أمس أن “هناك إصابة واحدة على الاقل بالكوليرا مؤكدة في مينغورا” كبرى مدن إقليم سوات شمال شرق باكستان، وأضاف “نظرا للمخاوف من انتشار مرض الكوليرا القاتل، بدأنا نعالج الجميع ضده بدلا من القيام بفحصهم”. من جهته، أكد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في خطاب الى الشعب امس ان “الفيضانات أثرت على عشرين مليون شخص ودمرت محاصيل واحتياطات غذائية بمليارات الدولارات مما يشكل خسارة كبيرة لاقتصادنا”. وبعد أن أكد أن هذه الفيضانات دمرت البلاد أكثر من التسونامي الذي وقع في 2004، دعا جيلاني الأسرة الدولية مجددا إلى مساعدة حكومته على “مكافحة هذه المحنة”، قائلا إن الفيضانات أودت بحياة 1384 شخصا، فضلا عن إصابة 1630 آخرين وتدمير 730 ألف منزل، وقال رئيس الوزراء : «لقد شردت الأمطار الغزيرة والفيضانات المدمرة عشرين مليون شخص، ودمرت محاصيل زراعية ومتاجر أغذية ومخزونات بمليارات الدولارات، وهدمت جسورا وطرق وشبكات اتصالات وطاقة». وأكدت منظمات للعمل الانساني أن المساعدات للمتضررين بأسوأ كارثة طبيعية تشهدها باكستان أقل بكثير من الاحتياجات، وقال جاك دي مايو رئيس العمليات في جنوب آسيا في اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان “ملايين الاشخاص يحتاجون الى غذاء ومياه نظيفة ورعاية صحية ويحتاجون الى ذلك الآن”، واضاف “من الواضح في هذه المرحلة ان مجمل جهود المساعدة لا يمكنها ان تلبي كل الاحتياجات في هذا الوضع الطارىء”. وأوضح دي مايو أن وكالات العمل الانساني في باكستان ترصد خطر “حدوث موجة ثانية من الوفيات بامراض تنتقل عن طريق المياه الراكدة”، وتابع انه لا يمكن قياس حجم الكارثة. من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم الرئيس الباكستاني علي آصف زرداري ان الرئيس ألغى الاحتفالات المقررة أمس بذكرى استقلال باكستان عن بريطانيا في 1947، وقال فرحة الله بابار إن الرئيس زرداري الذي تعرض لانتقادات حادة خلال زيارة قام بها الى بريطانيا عند حدوث الفيضانات “قرر عدم تنظيم اي احتفالات في مقر الرئاسة”، وأوضح أنه سيدعو في خطابه بمناسبة ذكرى الاستقلال، الباكستانيين الى “مساعدة المنكوبين في محنتهم”، كما سيزور المناطق المنكوبة في شمال غرب ووسط ولاية البنجاب. وكان زرداري زار الخميس المنطقة المنكوبة في جنوب السند والتقى ناجين للمرة الاولى بعد اسبوعين من بدء الفيضانات. ويؤكد مسؤولو الاممالمتحدة أن الفيضانات أدت إلى أضرار في البنية التحتية والاقتصاد ارجعت باكستان سنوات الى الوراء. وخارج مدينة سوكور في ولاية السند يبحث الباكستانيون وهم يخوضون في المياه التي تصل الى مستوى صدورهم، عن أشياء ثمينة وهم ينتقدون الحكومة لفشلها في وقف عمليات النهب، وقالت ماي ميما (60 عاما): “كنا قد غادرنا ممتلكاتنا بجرار عندما طوقنا مسلحون واستولوا على كل شىء ورحلوا”، وأضافت هذه السيدة التي كانت تتحدث في خيمة “نحن فقراء لكننا لم ننم يوما جائعين”. وتابعت “الفيضان حولنا الى متوسلين ولم نعد نملك أي شىء”. وبينما يحتاج حوالى مليوني شخص الى مأوى بسرعة ويعتمد ستة ملايين آخرين على مساعدة انسانية للبقاء، قام الجيش الباكستاني امس بتوزيع أعلام للبلاد على الناس في ناوشيرا، إحدى المدن التي تضررت بالفيضانات شمال غرب باكستان، وقال رسول خان (80 عاما) “فقدنا بيوتنا وكل شىء في الفيضان ونحن بحاجة ملحة للغذاء والادوية وليس للأعلام”.