** كتب الزميل الكريم الأستاذ تركي الدخيل في زاويته المقروءة بصحيفة (الوطن) السعودية مقالاً مثيرًا وهامًا بعنوان “انهم يستهلكون المرأة” “الوطن، 13 شعبان 1431ه”، ذكر فيه أنه “منذ اقتحام جهيمان للحرم والمرأة محورية في الخطاب الديني”، وللحقيقة إن هذه المحورية التي تحدث عنها كاتبنا الكريم، بدأت بشكل واضح منذ أن أصدر الشيخ ناصر الدين الألباني كتابه “حجاب المرأة المسلمة”، وكان عندئذٍ يدرّس في الجامعة الإسلامية بالمدينة، وكان ذلك في الثمانينيات الهجرية - الستينيات الميلادية” ولمّا زادت الحملة على الشيخ الذي ينتمي بقوة للتيار السلفي أصدر كتيبًا صغيرًا يتضمن رأيًا للشيخ ابن تيمية حول قضية الحجاب، ولكن ذلك وسواه لم يشفع له عند أصحاب الرأي الآخر. أضيف الى ما ذكره عزيزنا تركي بأن قضية المرأة كانت محورية في الخطاب الديني المعاصر، بأنه كانت هناك مفردات أخرى تهيمن على هذا الخطاب منها مثلاً: الموقف من قضية الآثار الإسلامية وضرورة التخلص منها، وعدم العناية بها؛ لأنها ربما كانت طريقًا للتبرك والشِرك، ويتساءل المرء: هل كانت الدول الاسلامية على مر التاريخ وآخرها الدولة العثمانية على خطأ وانحراف عقدي عندما اعتنت بالآثار والمحافظة عليها حتى أتت حركة طالبان بآخرة فمحت آثار الأمم الأخرى التي أمرنا ديننا بعدم التعرض لها، متناسين فعل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه يخاطب قواد الفتوح بقوله: “وسوف تمرون بأناس قد فرغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرغوا انفسهم له”. وقد أعطى مِن بعده الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الامان لأهل القدس ازاء دور عبادتهم بقوله: “لا تُسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من مللها ولا من صلبهم” فإذا كان الاسلام قد حافظ على اثار الامم ودور عبادتها احترامًا لأهل الديانات الأخرى، أفليس حريًا بنا الا نهدم تاريخنا بأيدينا؟! وعندما أصدر الشيخ يوسف القرضاوي كتابه (الحلال والحرام في الإسلام) وقفت في وجهه أصوات متشددة لانه كان له موقف إيجابي من الفنون كافة، ويعني بذلك الفنون الهادفة وكذلك موقفه من قضية التصوير الفوتوغرافي، وقد اعترف أخيرًا القيادي بالحركة الاسلامية في مصر هشام النجار بأنه قد اصاب الساحة الإسلامية الجفاف لطول الخصومة لميادين الفن والابداع.