انطوت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون التي نشرتها صحيفة الإنديبندنت الأربعاء قبل الماضي وهاجم فيها إسرائيل بشدة وتشبيهه حصار غزة بأنه معسكر اعتقال، على أهمية كبيرة، لاسيما وأنها جاءت بعد يومين فقط من الهجوم الشرس الذي شنه على اللوبي الإسرائيلي المخرج الأمريكي الشهير «اوليفر ستون» عبر صحيفة صنداي تايمز بقوله ردًا على سؤال حول سبب التركيز الكبير للإعلام حول مسألة المحرقة اليهودية: “السبب هو الهيمنة اليهودية على الإعلام، فاليهود فوق كل نقد، وهم أصحاب اللوبي الأقوى في واشنطن” ، وقوله أيضًا إن إسرائيل «خربت السياسة الخارجية للولايات المتحدة على مدى سنوات طويلة»، وحيث تعرض ستون لحملة معادية من جانب اللوبي الإسرائيلي، اضطر على إثرها إلى الاعتذار. المحظور الذي وقع فيه ستون سبق وأن وقع فيه الممثل الهوليودي الشهير ميل جيبسون الذي اتهم بمعاداة السامية بعد أن أوقفه شرطي منذ أربعة أعوام وهو يقود بسرعة، وبعد أن علم أن الشرطي من أصول يهودية، أخذ يصيح في وجهه متّهمًا اليهود وإسرائيل بتخريب السياسة الأمريكية الخارجية. وقد تعرض جيبسون -رغم اعتذاره- لمضايقات من قبل (اللوبي) فكر على إثرها في العودة إلى موطنه الأصلي (أستراليا). لا شك أن كاميرون وستون وكارتر وبوستروم وجيبسون وستيفن وولت وجون ميرشماير ، ومن قبلهم جورج فورستال وستيفن جرين وبول فندلي وغيرهم نطقوا بالحقيقة التي لا تخفى على أحد، ونجحوا في تمرير الرسالة التي يريدون إيصالها إلى الرأي العام، بيد أن سيف اللاسامية المسلط دومًا على كل من يجرؤ على انتقاد إسرائيل جعل الكثيرين من هؤلاء يتراجعون عن مواقفهم تخوفًا من ذلك السيف (الوهمي) الذي روجت له بعض الكتب التي بالغت كثيرًا في تصوير السيطرة اليهودية على العالم وكأنها حقيقة دامغة مثل «بروتوكولات حكماء صهيون» التي أثبت د. عبد الوهاب المسيري -يرحمه الله- أنها مزيفة، وأنها وضعت من قبل أحد اليهود الأذكياء للتهويل من قوة النفوذ اليهودي، حيث ساهم البعض من خلال ترويج هذا النوع من الكتب، في جعل التسليم بنفوذ اليهودي العالمي من جهة وتبرير العجز والتخاذل أمام إسرائيل واللوبي من جهة أخرى في صناعة هذا السيف الوهمي!