هناك تساؤل دولي: لماذا يعارض الفلسطينيون المفاوضات المباشرة .. أو ليست المفاوضات هي الطريق الصحيح نحو السلام ؟ وذلك في إشارة إلى أن إسرائيل التي تلهث وراء تلك المفاوضات هي الطرف الذي يسعى إلى تحقيق السلام، وليس السلطة الفلسطينية التي ترفضها وتروج إسرائيل إلى أنها الطرف الذي يضع العراقيل أمام عملية السلام، وذلك في أكبر عملية غسيل دماغ للرأي العام العالمي، تمامًا مثلما روجت تل أبيب إلى أن مذبحتها التي استهدفت أسطول الحرية كانت دفاعًا عن النفس، ومثلما روجت مؤخرًا إلى أن مسؤولية حادثة قطع الشجرة التي أدت إلى مقتل 3 جنود لبنانيين تقع على عاتق الجيش اللبناني. إذا كان الأمر كذلك فلماذا ترفض إسرائيل عقد اجتماع ثلاثي مع الأمريكيين والفلسطينيين ؟ ولماذا تتحدث عن المفاوضات المباشرة فيما تواصل اعتداءاتها اليومية على مناطق السلطة وقطاع غزة، وفيما تواصل أيضًا عمليات الاستيطان في الضفة والقدس، ومصادرة الأملاك وسحب الهويات وهدم البيوت في القدس العربية؟ موقف رئيس السلطة الفلسطينية الذي اعترف فيه بأنه تعرض لضغوطات لم يسبق أن تعرض لها في حياته للموافقة على استئناف المفاوضات المباشرة التي لم تحقق شيئًا يذكر على مدى 19 عامًا وأثبتت أنها مضيعة للوقت بسبب استهتار إسرائيل وانتهاكاتها المستمرة لأسس ومبادئ ومرجعيات عملية السلام، هذا الموقف يستحق الإشادة والدعم، وهو ما سعى إليه الرئيس محمود عباس في زيارته الأخيرة للمملكة ولقائه أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – حيث أكد التوافق الفلسطيني السعودي حول أهمية أن تتركز المفاوضات المباشرة حول وقف الاستيطان ومرجعيات عملية السلام ، وعلى الأخص ما يتعلق بحدود الدولة الفلسطينية المرتقبة على أساس حدود 67، وما تضمنته الرسالة العربية للرئيس الأمريكي باراك أوباما. ما ذكره «أبو مازن» في مؤتمره الصحفي الذي عقده في جدة أمس الأول عقب لقائه خادم الحرمين الشريفين بالقول إنه مطمئن تمامًا لموقف المملكة العربية السعودية لأن القضية الفلسطينية وجهة نظره وهي أساس القضايا يؤكد من جديد على أن هذه القضية تشكل ثابتًا رئيسًا في ثوابت السياسة السعودية وإحدى منطلقاتها الهامة.