عن دار أعراف الرياض صدرت المجموعة الشعرية الجديدة “حديث الهدهد” للشاعر محمد جبر الحربي. متضمنة خمس عشرة قصيدة، معظمها قصائد لاقت صدى كبيرًا داخليًّا وخارجيًًا لدى نشرها، كقصيدة “وطن الجنى”، و”حديث الهدهد”، واشتهر معظمها على مستوى الوطن العربي، كقصائد “الفارس المطعون بحراب الأهل”، و“قصيدة بحرقة الفسفور”، و“حزن كنعان”، و“فلسطين”. وتأتي المجموعة امتدادًا لخط وطني ملتزم واضح اختطه الحربي طيلة مسيرته الشعرية، يتضح فيه تركيزه على اللغة والهوية، والحضارة العربية الإسلامية، والقضية المركزية فلسطين، وموقفه من الحروب على هذه الأمة. الحربي أشار إلى أن قصائد مجموعته ترتقي بالقيم الجمالية والفنية، وتعتني بالهموم والأسئلة الكبيرة، وبالإنسانيّ، واليوميّ. مشيرًا إلى هذه المجموعة تصدر بعد ديوانه “زمان العرب” الذي أثار جدلًا واسعًا من ناحيتي الشكل والمضمون، كما حقق انتصارًا للقصيدة الحديثة سواء من حيث قدرتها على تجسيد الهموم الوطنية دون أن تفقد مفاتنها الإبداعية، أو من حيث المبيعات التي حققت أرقامًا عالية، تجاوزت المتعارف عليه. ماضيًا إلى القول: “وتأتي هذه المجموعة أيضًا قبل مجموعتي الشعرية “جنانُ حنايا” التي أخطط لإصدارها مطلع العام، وهي قيد التصميم، وتتربع على عرشها المرأة كما هي في وجداني: المرأة/ الأرض، والمرأة/ الفعل، والمرأة/ الحبيبة. ويأتي هذا الديوان ليسجل حضورًا متجددًا للشاعر. وربما كان الحنين لبيته الأول ولذكرياته الحانية في الطائف هو الذي دفعه إلى كتابة قصيدة حديث الهدهد التي عنون وافتتح بها ديوانه الجديد. وقد تعددت موضوعات القصائد، إلا أن الروح العربية والوطنية كانت السمة الغالبة عليها، ونجد عند الوقوف على باب كل قصيدة أن للحربي صوتًا وصدى، فإضافة إلى إهداءاته لشعراء وأصدقاء أثروا في حياته، وكانوا مصدر إلهام شعري له، نجد حضورًا مميزًا للمدن العربية التي أحب. أما مسك الختام فقد كان مع قصيدة جسدت حب الشاعر الحربي لوطنه حيث وصفه بوطن الجنى، بدأها بسعة المنى، وختمها بصوت الحقيقة.