اشتعلت قناديل الفرح بمطار الملك عبدالعزيز بجدة ظهر أمس الاثنين إثر عودة السجين السعودي خالد دهام العنزي على طائرة السعودية القادمة من العاصمة الامريكيةواشنطن والتي قضى في إحدى ولاياتها 12 عامًا في السجون الأمريكية على خلفية حادث مروري بالتزامن مع أحداث 11 سبتمبر حيث احتشد عدد كبير من أسرة العنزي يتقدمهم والده وأشقاؤه في صالة القدوم في مشهد اختلطت فيه دموع الفرح مع احضان اللقاء. وعبر والد العنزي وأقاربهم في حديثهم ل«المدينة» عن امتنانهم العظيم للقيادة السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولي عهده الأمين والنائب الثاني وزير الداخلية وأعضاء السفارة السعودية بالولايات المتحدةالأمريكية على اهتمامهم ومتابعتهم المستمرة لقضية ابنهم خالد العنزي والتي تكللت بعودته لأرض الوطن. وتعود تفاصل سجن العنزي بعد مثوله أمام هيئة المحلفين وقضاة محكمة ولاية فلوريدا الأمريكية على خلفية حادث مروري ارتكبه قبل أحداث 11 سبتمر الشهيرة التي تزامن بعدها صدور الحكم في قضيته وعلى الرغم من ان نسبة الخطأ في الحادث المروري الذي ارتكبه لم تتجاوز 50% فيما يتحمل الطرف الآخر بالحادث وهو أمريكي الجنسية لقي مصرعه النسبة المتبقية لعدم ربطه حزام الامان. من جانبه قال بشير العنزي خال السجين منذ الصغر وخالد كان طموحا ومتفوقا في دراسته وكانت من أهم طموحاته أن يكون متمكنا في اللغة الإنجليزية وبالفعل التحق بعد تخرجه بالسلك العسكري في البحرية وتم تعيينه على رتبة رقيب أول. وكان مجتهدا ونشيطا في عمله و تم ترشيحه لإرساله إلى دورة متقدمة في مجال تخصصه على الرغم من أنه حديث التعيين. وجد خالد الفرصة التي كان يبحث عنها لتطوير اللغة التي كان يتطلع الى الكمال فيها . أمضى ما يقرب من السنة في أمريكا وتبقى له عدة أشهر لانهاء دورته لكي يعود إلى وطنه وأهله، وفي تلك الأثناء حدث له حادث سير عادي يحصل عشرات المرات في كل يوم مضيفا في حديثه بأن الشخص الذي اصطدمت سيارته بسيارة خالد كان أمريكي الجنسية ومات هذا الشخص الذي كانت عليه نسبة 50 من الخطأ نتيجة لعدم ربطه حزام الأمان والذي لو كان قد ربطه لما مات حسب تقديرات الشرطة. واستطرد قائلا:تم سحب جواز خالد ومنعه من السفر خارج أمريكا وسحب رخصة قيادته وأثناء إجراء جلسات المحاكمة المتعددة حصل ما لم يكن بالحسبان، حصلت تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر وكانت غالبية المتهمين بتلك التفجيرات من السعوديين كما يعلم الجميع. بدأ الأمريكان ينظرون إلى خالد بعين الشك والريبة خاصة لجنة المحلفين وهي لجنة مكونة من أفراد المنطقة الإدارية التي تقع فيها المحكمة، وهم الذين يقررون ما إذا كان المتهم مذنبا أو بريئا بعد اطلاعهم على الأدلة والتحقيقات ، وبما أنهم مواطنون امريكيون فقد كانوا متأثرين بما ينقل عن السعوديين أنهم إرهابيون وانعكس ذلك على خالد بالحكم عليه12 سنة، ويختم العنزي حديثه قائلا من فضل الله ان ابن شقيقتي أسلم على يديه عدد لا بأس به من السجناء الأمريكان إبّان فترة تواجده بالسجن.