تحظى تطورات الوضع على الساحتين اللبنانية والفلسطينية بأهمية بالغة من قبل خادم الحرمين الشريفين، لذا فليس من المستغرب أن تحتل هاتين القضيتين الأولوية في مباحثاته خلال جولته الحالية التي تشمل 4 دول عربية شقيقة هي مصر وسوريا ولبنان والأردن بدءًا من الشقيقة مصر ولقائه المنتظر مع أخيه الرئيس محمد حسني مبارك اليوم في شرم الشيخ .أهمية هذه الجولة ، أن من يقوم بها هو خادم الحرمين الشريفين المعروف بحكمته ورؤيته السياسية الثاقبة، وقدرته على استشراف آفاق المستقبل من خلال تلك الرؤية، وأن الجولة تعتبر استكمالاً لجهوده التي أطلقها في القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في الكويت في يناير 2009 وأعلن فيها مبادرته لإعادة ترتيب البيت العربي، وما بذله من جهود حثيثة منذ ذلك الوقت تكللت بشكل خاص بعودة المياه إلى مجاريها بين المملكة والشقيقة سوريا، وأيضًا لأن الجولة تتم في ظروف وتطورات سياسية حرجة تشهدها المنطقة وتزداد فيها المخاوف من إمكانية عودة الأوضاع في كل من لبنان والمناطق الفلسطينية إلى المربع صفر، خاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية المتزايدة لكل من لبنان وسوريا، ووصول مساعي السلام إلى طريق مسدود بسبب الموقف الإسرائيلي المتعنت الذي يجعل حل الدولتين غير ممكن عمليا، إلى جانب بداية تلبد الغيوم في الساحة الداخلية اللبنانية على إثر التجاذبات بشأن المحكمة الدولية. وتكتسب زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى لبنان الشقيق بما تشكله من دعم لعودة الدفء إلى العلاقات السورية اللبنانية إثر زيارة الرئيس الحريري لدمشق مؤخرًا ، كما تتم زياراته للشقيقات مصر وسوريا والأردن في إطار التنسيق والتشاور الدائم بين عواصم القرار العربي. جولة المليك المفدى قد تدشن عودة المثلث الذهبي للتضامن العربي متمثلاً بالسعودية ومصر وسوريا والذي أثبت دومًا أنه لا حرب دون مصر ولا سلام دون سوريا ولا علاقات طبيعية دون السعودية، وهو ما تحتاج الأمة إلى تأكيده في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها، لأن هذه المعادلة هي الكفيلة وحدها بدعم المبادرة العربية للسلام، وإعادة الهيبة للأمة، وإنهاء الأوجاع الفلسطينية.