ما ذكره نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي مؤخرًا بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كان من أوائل الداعين إلى تشكيل الحكومة العراقية من دون تدخل أي طرف ، وأن الهم العراقي لا يفهمه غير العراقيين ، «وعليهم إيجاد الحلول المناسبة لأنفسهم» ، يؤكد من جديد على موقف المملكة الثابت إزاء الأزمة العراقية ووقوف المملكة ملكًا وحكومة وشعبًا مع هذا البلد العربي الشقيق لاجتياز محنته والخروج من أزمته سليمًا معافى بدءًا من تشكيل الحكومة الوطنية الممثلة لكافة أطيافه بعيدًا عن المحاصصة والطائفية والمناطقية إدراكًا منه – حفظه الله - بأن تأخر تشكيل الحكومة العراقية على الرغم من مرور عدة أشهر من الانتخابات التشريعية ، من شأنه أن يعطي المبررات للتدخل الخارجي وتدويل القضية وتحول العراق إلى ساحة صراع لإرادات وأجندات خارجية، بما يعيده إلى المربع الأول ويضعه مرة أخرى على شفا حرب أهلية تذكيها نار الفتنة الطائفية والتنظيمات الإرهابية التي تراهن على تفكك العراق وتعمل على استمرار حالة الإرباك والفوضى والتخبط التي يعاني منها منذ أكثر من سبعة أعوام كانت وبالاً على الشعب العراقي الذي كان يبني آمالاً كبيرة على أن يكون العراق الجديد عراق الأمن والرخاء والاستقرار وليس عراق الفتنة والتشرذم والدماء، وأنه لا يمكن للعراق الجديد أن يحقق أهدافه وآماله الوطنية في ظل التدخلات الخارجية التي تتربص السوء به وتسعى إلى استمرار غرقه في مستنقع الفتنة والدماء . خادم الحرمين الشريفين يدرك أيضًا ويؤمن ، بأن استقرار العراق استقرار للمنطقة ، وأن استمرار الأزمة العراقية ينعكس سلبًا ليس فقط على أمن واستقرار العراق ، وإنما أيضًا على أمن واستقرار المنطقة ، وهو ما يتطلب من كافة القوى السياسية العراقية تغليب المصلحة الوطنية العليا والإسراع بتشكيل الحكومة العراقية الشاملة الممثلة لكافة أطيافه بأسرع وقت ممكن وما تفرضه الاستحقاقات الوطنية والدستورية والانتخابية والشعبية لإنجاز ذلك الهدف الذي يعتبر السبيل الوحيد لإجهاض مخططات القاعدة والقوى الخارجية التي لم تعد تخفي أطماعها في العراق أرضًا ونفطًا وتسلطًا .