يصل الرئيس التركى عبد الله جول إلى القاهرة الثلاثاء القادم في زيارة رسمية لمدة يومين يستقبله خلالها الرئيس المصري حسني مبارك ويلتقي مع عدد من كبار المسؤولين المصريين. وبالرغم من أن مصادر دبلوماسية مصرية، أكدت أن مباحثات الرئيس التركي مع الرئيس مبارك ستركز على التطورات في منطقة الشرق الأوسط وخاصة فيما يتعلق بعملية السلام والجهود المبذولة حاليا على المستوى الدولي لدفع المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، فضلا عن سبل دفع علاقات التعاون المشترك بين مصر وتركيا والتي شهدت بالفعل طفرة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية سواء على المستوى السياسي أو على المستويين الاقتصادي والاستثماري، إلا أن مصادر سياسية بالقاهرة أكدت أن اللقاء يهدف الى نزع فتيل خلاف مرشح للصعود بين الجانبين على خلفية القضية الفلسطينية والمصالحة بين فتح وحماس. وأكدت مصادر مطلعة ل «المدينة» أن زيارة الرئيس التركي لمصر تأتي في إطار تهدئة الأمور بين الجانبين ونقل تطمينات الجانب التركي للجانب المصري، من خلال التأكيد على أن تركيا لا تسعى لاختطاف الدور المصري فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأنها لا تسعى للقيام بدور بديل عن الدور المصري فى مسألة المصالحة. وأشارت المصادر الى أن العلاقات بين الجانبين شهدت شكلاً من أشكال الفتور في الفترة الأخيرة خاصة عقب أحداث «أسطول الحرية» التركي الذى تعرض للاعتداء من جانب الجيش الاسرائيلى في المياه الدولية بالبحر المتوسط، أثناء توجهه الى قطاع غزة لنقل مساعدات إنسانية لأهالي غزة المحاصرين، حيث اعتبر البعض أن الموقف التركي أدى الى احراج السياسة المصرية والعربية، وبدا الاتراك في صورة الأبطال، مقابل حكومات عربية ضعيفة ولا تقوى على القيام بأفعال مشابهة. وأوضحت المصادر أن العديد من وسائل الإعلام الحكومية المصرية سعت الى التقليل من الدور التركي ووجهت له انتقادات آنذاك، كما سعى بعض السياسيين المصريين إلى التأكيد على أن الدور المصرى يظل دائما أهم من أي دور تركي بالنسبة للقضية الفلسطينية، وهو ما أكد عليه الأسبوع الماضي الدكتور مفيد شهاب وزير المجالس النيابية.