يأتي إعلان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بشأن اقتراب ايران من امتلاك وسائل الحصول على سلاح نووي ليثير العديد من التساؤلات حول مدى جدية النظام الدولي في التصدي لاحتمالات حصول طهران على سلاح نووي قد يكون من شأنه صب المزيد من الزيت على وضع أمني ملتهب بمنطقة الخليج. إعلان ميدفيديف يأتي بعد ساعات من الكشف عن صفقة تبادل الجواسيس بين موسكووواشنطن ليشير الى مستوى من التنسيق والتناغم غير مسبوق بين روسيا وأمريكا في شأن المواجهة مع طهران . ومع بدء تطبيق العقوبات الدولية ثم العقوبات الأمريكية الأحادية ضد ايران، قد يبدو أن على النظام الدولي الانتظار لدراسة تاثير العقوبات على خطط طهران المستقبلية قبل ان يقرر المضي الى اجراءات عقابية او عسكرية جديدة. لكن ما يتعين ان يلتفت اليه النظام الدولي بوضوح هو أنه لا فعالية لعقوبات دون تبني موقف مماثل ازاء برنامج نووي اسرائيلي لكن ما أعلنه الرئيس أوباما الأسبوع الماضي أثناء استضافته لنتنياهو بأن لإسرائيل متطلبات أمنية فريدة بالنظر إلى حجمها وتاريخها والمنطقة الموجودة فيها والتهديدات الموجهة لها ، يضع مزيدًا من العراقيل أمام إمكانية التوصل إلى حل سلمي للمشروع النووي الإيراني . خطط احباط الطموح النووي الايراني ستظل قاصرة وعاجزة عن تحقيق غاياتها مالم تقلع واشنطن والنظام الدولي عن الكيل بمكيالين فيما يتعلق بسعى بعض الدول الى امتلاك خيار نووي فيما تشير الاحصاءات الى أن لدى اسرائيل التي لم توقع حتى الآن على معاهدة حظر الانتشار النووي أكثر من مائتي رأس نووي بالفعل.وكان المؤمل أن تتخذ الإدارة الأمريكية موقفًا حازمًا إزاء رفض إسرائيل الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي وضرورة إخضاع منشآتها النووية للتفتيش الدولي كمؤشر على جدية تلك الإدارة وكترجمة لما سبق وأن أعلنته في مايو الماضي بتأييدها مبادرة مصرية لإجراء محادثات عام 2012 حول إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.